٥

 { أجعل الآلهة إلها واحدا } يعني كيف يتسع لحاجتنا إله واحد { إن هذا لشيء عجاب } يعني لأمر عجيب والعرب تحول فعيلا إلى فعال وههنا أصله شيء عجيب كما قال في سورة ق { عجيب } [ هود ٧٢ ، ق ٢ ] { وانطلق الملأ منهم }

قال الفقيه أبو الليث رحمه اللّه أخبرنا الثقة بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما مرض أبو طالب دخل عليه نفر من قريش فقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ويقول ويقول ويفعل ويفعل فأرسل إليه فانهه عن ذلك فلما فأرسل إليه أبو طالب قام النبي صلى اللّه عليه وسلم وجاء إلى عمه أبي طالب وكان إلى جنب أبي طالب موضع رجل فخشي أبو جهل إن جاء النبي صلى اللّه عليه وسلم يجلس إلى جنب عمه أن يكون أرق له عليه فوثب أبو جهل فجلس في ذلك المجلس فلما جاء النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يجد مجلسا إلا عند الباب فلما دخل قال له أبو طالب يا ابن أخي إن قومك يشكونك ويزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول وتفعل وتفعل فقال ( يا عم إني إنما أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها والعجم الجزية ) فقالوا وما هي فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ( لا إله إلا اللّه ) فقاموا فزعين ينقضون ثيابهم ويقولون { أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب }

﴿ ٥