٣

ثم قال { ألا للّه الدين الخالص } يعني له الولاية والوحدانية

ويقال له { الدين الخالص } والخالص هو دين الإسلام فلا يقبل غيره من الأديان لأن غيره من الأديان ليس هو بخالص سوى دين الإسلام

قوله عز وجل { والذين اتخذوا من دونه أولياء } يعني عبدوا من دونه أربابا وأوثانا { ما نعبدهم } يعني يقولون ما نعبدهم

وروي عن عبد اللّه بن مسعود وأبي بن كعب أنهما كانا يقرآن { والذين اتخذوا من دونه ما نعبدهم } على وجه الإضمار لان في الكلام دليلا عليه { إلا ليقربونا إلى اللّه زلفى } يعني ليشفعوا لنا ويقربونا عند اللّه

ويقال { ليقربونا إلى اللّه زلفى } يعني منزلة

يقول اللّه تعالى { إن اللّه يحكم بينهم } يعني يقضي بينهم يوم القيامة { فيما هم فيه يختلفون } من الدين

ثم قال عز وجل { إن اللّه لا يهدي من هو كاذب } يعني لا يرشد إلى دينه { من هو كاذب } يعني في قوله الملائكة بنات اللّه وعيسى ابن اللّه { كفار } يعني كفروا باللّه بعبادتهم إياهم

ويقال معناه لا يوفق لتوحيده من هو كاذب على اللّه حتى يترك كذبه ويرغب في دين اللّه

﴿ ٣