٩

قوله عز وجل { أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما } وأصل القنوت هو القيام ثم سمي المصلي فانتا لأنه بالقيام يكون ومعناه أمن هو مصل كمن لا يكون مصليا على وجه

الإضمار

وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال ( مثل المجاهد في سبيل اللّه كمثل القانت القائم ) يعني المصلي القائم

قرأ إبن كثير ونافع وحمزة { أمن } بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد فمن قرأ بالتخفيف فقد روي عن الفراء أنه قال معناه يا من هو قانت كما تقول في الكلام فلان لا يصوم ولا يصلي فيا من يصلي ويصوم أبشر

فكأنه قال يا من هو قانت أبشر

ومن قرأ بالتشديد فإنه يريد به معنى الذي ومعناه الذي هو من أصحاب النار فهذا أفضل أم الذي هو قانت آناء الليل يعني ساعات الليل في الصلاة ساجدا وقائما يعني في الصلاة { يحذر الآخرة } يعني يخاف عذاب الآخرة { ويرجو رحمة ربه } يعني مغفرة اللّه تعالى

{ قل هل يستوي الذين يعلمون } وهم المؤمنون { والذين لا يعلمون } وهم الكفار في الثواب والطاعة ويقال { قل هل يستوي الذين يعلمون } يعني يصدقون بما وعد اللّه في الآخرة من الثواب { والذين لا يعلمون } يعني لا يصدقون

ويقال معناه قل هل يستوي العالم والجاهل فكما لا يستوي العالم والجاهل كذلك لا يستوي المطيع والعاصي

{ إنما يتذكر أولو الألباب } يعني يعتبر في صنعي وقدرتي من له عقل وذهن

﴿ ٩