١٠

قوله عز وجل { إن الذين يبايعونك } يعني يوم الحديبية تحت الشجرة وهي بيعة الرضوان قال الكلبي بايعوا تحت الشجرة وهي شجرة السمر وهم يومئذ ألف وخمسمائة وأربعون رجلا

وروى هشام عن محمد بن الحسن قال كانت الشجرة أم غيلان

{ إنما يبايعون اللّه } يعني كأنهم يبايعون اللّه لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم إنما بايعهم بأمر اللّه تعالى ويقال { إنما يبايعون اللّه } يعني للّه تعالى أي لأجله وطلب رضاه

ثم قال { يد اللّه فوق أيديهم } يعني يد اللّه بالقدرة والنصرة والمغفرة { فوق أيديهم } بالطاعة

وقال الزجاج { يد اللّه فوق أيديهم } يحتمل ثلاثة أوجه

أحدها { يد اللّه فوق أيديهم } بالوفاء ويحتمل { يد اللّه فوق أيديهم } بالثواب فهذان وجهان جاءا في التفسير ويحتمل أيضا { يد اللّه فوق أيديهم } في المنة عليهم وفي الهداية { فوق أيديهم } في الطاعة { فمن نكث } يعني نقض العهد والبيعة { فإنما ينكث على نفسه } يعني عقوبته على نفسه

{ ومن أوفى بما عاهد عليه اللّه } من البيعة والتمام في ذلك مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

{ فسيؤتيه أجرا عظيما } في الجنة

قرأ نافع وإبن كثير وابن عامر { فسنؤتيه أجرا عظيما } بالنون والباقون بالياء وكلاهما يرجع إلى معنى واحد يعني سيؤتيه اللّه ثوابا عظيما

﴿ ١٠