٧

ثم قال للمؤمنين رضي اللّه عنهم { واعلموا أن فيكم رسول اللّه لو يطيعكم في كثير من الأمر } يعني ما أمرتم به لأن الناس كانوا قد حرضوه على إرسالهم لقتال بني المصطلق { لعنتم } يعني لأثمتم

وروى أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قرأ هذه الآية { لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم } يعني هذا نبيكم وخياركم { لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم } فكيف بكم اليوم

ويقال { لعنتم } أي لهلكتم

وأصله من عنت البعير إذا انكسرت رجله

ثم ذكر لهم النعم فقال { ولكن اللّه حبب إليكم الإيمان } يعني جعل حب الإيمان في قلوبكم { وزينه في قلوبكم } يعني حسنه للثواب الذي وعدكم ويقال دلكم عليه بالحجج القاطعة

ويقال زينه في قلوبكم بتوفيقه إياكم لقبوله { وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان } يعني بغض إليكم الكفر والمعاصي لما بينه من العقوبة

ثم قال { أولئك هم الراشدون } يعني المهتدون

فذكر أول الآية على وجه المخاطبة وآخر الآية بالمغايبة

ثم قال { أولئك هم الراشدون } ليعلم أن جميع من كان حاله هكذا فقد دخل في هذا المدح

وفي الآية دليل أن من كان مؤمنا فإنه لا يحب الفسوق والمعصية لأن اللّه تعالى قال { وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان } والمؤمن إذا ابتلي بالمعصية فإن شهوته وغفلته تحمله على ذلك لا لحبه للمعصية

﴿ ٧