١٣فنزل { يا أيها الناس } { إنا خلقناكم من ذكر وأثنى } يعني آدم وحواء { وجعلناكم شعوبا } يعني خلقناكم قبائل مثل مضر وربيعة { وقبائل } يعني الأفخاذ مثل بني سعد وبني عامر { لتعارفوا } في النسب { إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم } يعني وإن كان عبدا حبشيا أسود مثل بلال وقال في رواية الكلبي نزلت في ثابت بن قيس كان في أذنيه ثقل وكان يدنو من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليسمع كلامه فأبطأ يوما واحدا وقد أخذ الناس مجالسهم فجاء وتخطى رقابهم حتى جلس قريبا من النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال رجل من القوم هذا يتخطى رقابنا فلم لا يجلس حيث وجد المكان فقال ثابت من هذا فقالوا فلان فقال ثابت يا ابن فلانة وكان يعير بأمه فخجل فنزلت هذه الآية فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ( من عير فلانا بأمه ) فقال ثابت بن قيس أنا قد ذكرت شيئا فقرأ هذه الآية عليه فاستغفر ثابت وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال القبائل والأفخاذ والشعوب الجمهور مثل مضر وقال الضحاك الشعوب الأفخاذ والقبائل مثل بني تميم وبني أسد وقال القتبي الشعوب أكثر من القبيلة وقال الزجاج الشعب أعظم من القبيلة ومعناه إني لم أخلقكم شعوبا وقبائل للتفاخر وإنما خلقناكم كذلك لتعارفوا روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال ( إذا كان يوم القيامة يقول اللّه عز وجل إنكم جعلتم لأنفسكم نسبا وجعلت لنفسي نسبا فرفعتم نسبكم ووضعتم نسبي فاليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم يعني قلت إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم وقلتم أنتم فلا وفلان ) ثم قال { إن اللّه عليم } بأتقيائكم { خبير } بافتخاركم قوله عز وجل { قالت الأعراب آمنا } قال ابن عباس نزلت الآية في بني أسد قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في قحط أصابهم فجاؤوا بأهاليهم وذراريهم يطلبون الصدقة وأظهروا الإسلام وقالوا يا رسول اللّه نحن أسلمنا طوعا وقدمنا بأهالينا فأعطنا من الغنيمة أكثر مما تعطي غيرنا ويقال كانت قبيلتان جهينة ومزينة قدموا بأهاليهم |
﴿ ١٣ ﴾