٢٣

ثم قال عز وجل { فورب السماء والأرض } أقسم الرب بنفسه { إنه لحق } يعني ما قسمت من الرزق لكائن { مثل ما أنكم تنطقون } يعني كما تقولون لا إله إلا اللّه بمعنى كما أن قولكم لا إله إلا اللّه حق كذلك قولي سأرزقكم حق

ويقال معناه كما أن الشهادة واجبة عليكم فكذلك رزقكم واجب علي

ويقال معناه هو الذي ذكر في أمر الآيات والرزق حق يعني صدق مثل ما أنكم تنطقون

وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال ( أبى ابن آدم أن يصدق ربه حتى أقسم له { فورب السماء والأرض إنه لحق } )

قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر { مثل ما أنكم تنطقون } بضم اللام والباقون بالنصب

فمن قرأ بالضم فهو نعت للحق وصفة له

ومن قرأ بالنصب فهو على التوكيد على معنى أنه لحق حقا مثل نطقكم

﴿ ٢٣