٣{ ويرزقه من حيث لا يحتسب } يعني يوسع عليه من الرزق وقال مسروق { يجعل له مخرجا } قال مخرجه أن يعلم أن اللّه هو يرزقه وهو يمنحه ويعطيه لأنه هو الرازق وهو المعطي وهو المانع كما قال اللّه تعالى { هل من خلق غير اللّه يرزقكم } [ فاطر ٣ ] الآية ثم قال عز وجل { ومن يتوكل على اللّه فهو حسبه } يعني من يثق باللّه في الرزق { فهو حسبه } يعني اللّه كافيه وروى سالم بن أبي الجعد أن رجلا من أشجع أسره العدو فجاء أبوه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فشكا إليه فقال ( اصبر ) فأصاب ابنه غنيمة فجاء بها جبريل عليه السلام بهذه الآية { ومن يتق اللّه يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } وعن عبد اللّه بن عباس قال جاء عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال يا رسول اللّه إن ابني أسره العدو وجزعت الأم فما تأمرني فقال ( آمرك وإياها أن تستكثرا من قول لا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم ) فرجع إلى منزله فقالت له بماذا أمرك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال بكذا فقالت نعم ما أمرك به فجعلا يقولان ذلك فخرج ابنه بغنم كثير فنزل قوله تعالى { ومن يتق اللّه يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على اللّه فهو حسبه } يعني من يثق اللّه في الشدة يجعل له مخرجا من الشدة ويقال المخرج على وجهين أحدهما أن يخرجه من تلك الشدة والثاني أن يكرمه فيها بالرضا والصبر ثم قال { إن اللّه بالغ أمره } يعني قاضيا أمره قرأ عاصم في رواية حفص { بالغ أمره } بغير تنوين بكسر الراء على الإضافة والباقون { بالغ } بالتنوين { أمره } بالنصب نصبه بالفعل يعني يمضي أمره في الشدة والرخاء أجلا ووقتا ثم قال { قد جعل اللّه لكل شيء } يعني جعل لكل شيء من الشدة والرخاء { قدرا } أجلا ووقتا لا يتقدم ولا يتأخر |
﴿ ٣ ﴾