٤

قوله تعالى { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم }

قال ابن عباس لما نزل قوله

{ والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء } [ البقرة ٢٢٨ ] قال معاذ بن جبل يا رسول اللّه لو كانت المرأة آيسة لا تحيض كيف تعتد فنزل { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم } والآيسة أن تبلع ستين سنة ويقال خمسين سنة

{ إن ارتبتم } إن شككتم في عدتهن { فعدتهن ثلاثة أشهر } فقام رجل آخر فقال لو كانت صغيرة كيف عدتها وقام آخر فقال لو كانت حاملا كيف عدتها فنزل { واللائي لم يحضن } يعني المرأة التي لم تحض فعدتها ثلاثة أشهر مثل عدة الآيسة

{ وأولات الأحمال أجلهن } يعني عدتهن { أن يضعن حملهن } وقال عمر رضي اللّه عنه لو وضعت ما في بطنها وزوجها على سريره قبل أن يدلى في حفرته لانقضت عدتها وحلت للأزواج

وروى الزهري عن عبيد اللّه عن أبيه أن سبيعة بنت الحارث قد وضعت بعد وفاة زوجها بعشرين يوما أو شهر فمر بها أبو السنابل بن بعكك فقال لها أي بعلك أتريدين أن تتزوجي فقالت نعم

قال لا حتى يأتي عليك أربعة أشهر وعشر

فأتت النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال لها ( قد حللت للزواج ) يعني انقضت عدتك

ثم قال { ومن يتق اللّه } يعني يصبر على طاعة اللّه تعالى { يجعل له من أمره يسرا } يعني ييسر عليه أمره ويوفقه ليعمل على طاعة اللّه تعالى ويعصمه عن معاصيه

﴿ ٤