٣

ويقال { خلق الموت والحياة } يعني قدر الحياة ثم قدر الموت بعد الحياة

{ ليبلوكم } يعني ليختبركم ما بين الحياة والموت

{ أيكم أحسن عملا } في حياته ويقال أيكم أكمل عملا وأخلص عملا

ويقال { خلق الموت والحياة } أي خلق الحياة للامتحان وخلق الموت للجزاء كما قيل لولا المحن لقدمنا مفاليس

وذلك أن اللّه تعالى خلق الجنة وخلق لها أهلا وخلق النار وخلق لها أهلا وابتلاهم بالعمل والأمر والنهي فيستوجبون بفعلهم الثواب والعقاب

والابتلاء من اللّه تعالى أن يظهر من العبد ما كان يعلم منه في الغيب

ثم قال تعالى { وهو العزيز الغفور } يعني { العزيز } بالنقمة للكفار و { الغفور } لمن تاب منهم

ثم قال { الذي خلق } يعني تبارك الذي خلق { سبع سموات طباقا } يعني مطبقا

بعضها فوق بعض مثل القبة { ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت }

قرأ حمزة والكسائي { من تفوت } بغير ألف والباقون بالألف وهما لغتان

ويقال تفاوت الشيء وتفوت إذا اختلف يعني ما ترى في خلق الرحمن اختلافا واضطرابا ويقال ما ترى فيها من اعوجاج ولكنه مستوي

ويقال معناه ما ترى في خلق السموات من عيب وأصله من الفوت أي يفوت الشيء فيقع فيه الخلل ولكنه متصل بعضها ببعض

﴿ ٣