٤

ثم أمر بأن ينظروا في خلقه ليعتبروا به ويتفكروا في قدرته فقال عز وجل { فارجع البصر } يعني رد البصر إلى السماء

ويقال قلب البصر في السماء ويقال اجتهد بالنظر إلى السماء

{ هل ترى من فطور } يعني هل ترى فيها من شقوق ويقال هل ترى فروجا أو صدوعا أو خللا { ثم ارجع البصر كرتين } يعني انظر إليها مرتين وإنما أمر بالنظر مرتين لأن الإنسان إذا نظر في الشيء مرة لا يرى عيبه ما لم ينظر فيه مرة أخرى فأخبر اللّه تعالى أنه وإن نظر إلى السماء مرتين لا يرى فيها عيبا بل يتحير بالنظر إليها فذلك قوله { ينقلب إليك البصر خاسئا } يعني يرجع البصر ذليلا

{ وهو حسير } يعني قد أعيا تداعيا من قبل أن يرى في السماء خللا

وقال القتبي { خاسئا } أي مبعدا { وهو حسير } أي كليل منقطع عن أن يلحق ما نظر إليه قبل أن يرى شيئا من الخلل

﴿ ٤