١٤

ر ثم قال عز وجل { ألا يعلم من خلق } يعني ألا يعلم السر من خلق السر يعني هو خلق السر في قلوب العباد فكيف لا يعلم بما في قلوب العباد

ثم قال { وهو اللطيف الخبير } يعني لطف علمه بكل شيء يعني يرى أثر كل شيء

بما في القلوب من الخير والشر ويقال { لطيف } يرى أثر النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء { خبير } يعني عالم بأفعال العباد وأقوالهم

ثم ذكر نعمه على خلقه ليعرفوا نعمته فيشكروه ويوحدوه فقال تعالى { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا } يعني خلق لكم الأرض ومدها وذللّه ا وجعلها لينة لكي تزرعوا فيها وتنتفعوا منها بألوان المنافع { فامشوا في مناكبها } يعني لكي تمشوا في أطرافها ونواحيها وأكامها وجبالها

وهذا خبر بلفظ الأمر

وقال القتبي { فامشوا في مناكبها } يعني جوانبها ومنكبا الرجل جانباه

وقال قتادة { مناكبها } جبالها

قال وكان لبشر بن كعب سرية فقال لها إن أخبرتيني ما مناكب الأرض فأنت حرة لوجه اللّه فقالت مناكبها جبالها فصارت حرة

فأراد أن يتزوجها فسأل أبو الدرداء فقال له دع ما يريبك إلى ما لا يريبك

﴿ ١٤