٤

ثم قال عز وجل " قتل أصحاب الأخدود " يعني لعن أصحاب الأخدود " النار ذات

الوقود ) يعني يصيرون إلى النار ذات الوقود في الآخرة

وقال الكلبي يعني النار ارتفعت فوقهم أربعين ذراعا فوقعت عليهم وأحرقتهم وقتلتهم وذلك قوله " قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود " قال حدثنا أبو جعفر قال حدثنا علي بن أحمد قال حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال ذكر رسول اللّه  صلى اللّه  عليه وسلم أصحاب الأخدود فقال ( كان ملك من الملوك كان له ساحر فكبر الساحر فقال للملك إني قد كبرت فلو نظرت غلاما في أهلك فطنا كيسا فعلمته علمي هذا فنظر إلى غلام من أعلم أهله كيسا فظنا فأمره أن يأتيه ويلزمه وكان بين منزل الغلام ومنزل الساحر راهب فقال الغلام لو دخلت على هذا الراهب وسمعت من كلامه فدخل عليه فأعجبه قوله وكان أهله إذا بعثوه إلى الساحر دخل الغلام على الراهب واحتبس عنده

فإذا أتى الساحر ضربه وقال ما حبسك فإذا رجع من عند الساحر إلى أهله دخل على الراهب فاحتبس عنده

فإذا أتى أهله ضربوه وقالوا ما حبسك فشكى ذلك إلى الراهب فقال له الراهب إذا قالوا لك ما حبسك فقل حبسني الساحر وإذا قال لك الساحر ما حبسك فقل حبسني أهلي

فبينما هو ذات يوم يريد الساحر إذا هو بدابة هائلة يعني كبيرة قد قطعت الطريق على الناس

فقال اليوم يتبين لي أمر الراهب فأخذ حجرا ودنا من الدابة فقال اللّه م إن كان أمر الراهب حقا فاقتل هذه الدابة ثم رماها فأصاب مقتلها فقلتها

فقال الناس إن هذا الغلام قتل هذه الدابة واشتهر أمره

فأتى الراهب فأخبره فقال يا بني أنت خير مني فلعلك أن تبتلى لا تدلن علي فبلغ من أمر الغلام أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي من الأمراض فعمي جليس الملك فذكر له أمر الغلام فأتاه فقال يا بني قد بلغ من سحرك أنك تبرئ الأكمه والأبرص فقال الغلام ما أنا بساحر ولا أشفي أحد ولا يشفي إلا ربي

فقال له الرجل هذا الملك ربك قال لا ولكن ربي ورب الملك اللّه تعالى فإذا آمنت باللّه تعالى به دعوت اللّه فشفاك

فأسلم فدعا اللّه تعالى فبرئ فأتى الملك فقال له الملك أليس يا فلان قد ذهب بصرك فقال بلى ولكن رده علي ربي فقال أنا قال لا ولكن ربي وربك اللّه قال أولك رب غيري قال نعم ربي وربك اللّه تعالى فلم يزل به حتى أخبره بأمر الغلام فأرسل إلى الغلام فجاءه فقال يا بني قد بلغ من سحرك أنك تشفي من كذا وكذا فقال الغلام ما أنا بساحر ولا أشفي أحدا وما يشفي إلا ربي فقال أنا قال لا ولكن ربي وربك اللّه فلم يزل به حتى دل على الراهب

فدعا بالراهب فأتي به فأراده على أن يرجع من دينه فأبى وأمر بمنشار فوضع في مفرق رأسه فشق به حتى سقط شقاه

ثم دعا بجليسه

وأراد أن يرجع عن دينه فأبى فأمر بمنشار فشق حتى سقط شقاه فأمر بالغلام أن يفعل ذلك بمكانه فقال احملوه في سفينة فانطلقوا به حتى إذا لججتم فغرقوه

فانطلقوا به حتى إذا كانوا في وسط اللجة فلما أرادوا به ذلك فقال اللّه م اكفينيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا

فجاء الغلام حتى قام بين يدي الملك فأخبره بالذي كان فقال انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا فإذا كنتم في ذروة الجبل فدهدهوه عنه فانطلقوا به حتى إذا كانوا بذلك المكان فقال اللّه م اكفنيهم بما شئت فدهدهوا عن الجبل يمينا وشمالا فجاء حتى قام بين يدي الملك فأخبره بالذي كان وقال للملك إنك لن تقدر على قتلي حتى تفعل بي ما آمرك به

فقال وما هو قال تجمع أهل مملكتك في صعيد واحد ثم تصلبني وتأخذ سهما من كتابي فترميتي به وتقول بسم اللّه رب هذا الغلام ففعل وأخذ سهما من كنانته فرمى به وقال بسم اللّه رب هذا الغلام فأصاب صدغه فوضع يده على صدغه فمات

فقال الناس آمنا برب هذا الغلام فقيل للملك وقعت فيما كنت تحاذر وقد أسلم الناس

فقال خذوا يا قوم الطريق وحدوا فيها أخدودا وألقوا فيها النار

فمن رجع عن دينه وإلا فألقوه فيها ففعلوا

فجعل الناس يجيئون ويلقون أنفسهم في الأخدود حتى كان آخرهم امرأة ومعها صبي لها رضيع تحمله فلما دنت من النار وجدت حرها فولت فقال لها الصبي يا أماه امضي فإنك على الحق فرجعت وألقت نفسها في النار

فذلك قوله عز وجل " قتل أصحاب الأخدود

﴿ ٤