٣

فأقسم اللّه تعالى بهذه الأشياء { ما ودعك ربك } يعني ما تركك ربك يا محمد صلى اللّه عليه وسلم منذ أوحى إليك { وما قلى } يعني ما أبغضك ربك منذ أحبك وذلك أن مشركي قريش أرسلوا إلى يهود المدينة وسألوهم عن أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم فقالت لهم اليهود اسألوه عن أصحاب الكهف وعن قصة ذي القرنين وعن الروح

فإن أخبركم بقصة أهل الكهف وقصة ذي القرنين ولم يخبركم عن أمر الروح فاعلموا أنه صادق

فجاؤوه وسألوه فقال لهم ( ارجعوا غدا حتى أخبركم ) ونسي أن يقول إن شاء اللّه فانقطع عنه جبريل خمسة عشر يوما في رواية الكلبي وفي رواية الضحاك أربعين يوما

فقال المشركون قد ودعه ربه وأبغضه فنزل فيهم ذلك

وروى أسباط عن السدي قال أبطأ جبريل عليه السلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أربعين ليلة حتى شكى ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى خديجة فقالت خديجة لعل ربك قد قلاك أو نسيك فأتاه جبريل عليه السلام بهذه الآية { ما ودعك ربك وما قلى }

﴿ ٣