١٤٩

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ ... }

يعنـي جل ثناؤه بقوله: وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ ومن أيّ موضع خرجت إلـى أيّ موضع وجهت فولّ يا مـحمد وجهك،

يقول: حوّل وجهك. وقد دللنا علـى أن التولـية فـي هذا الـموضع شطر الـمسجد الـحرام، إنـما هي الإقبـال بـالوجه نـحوه وقد بـينا معنى الشطر فـيـما مضى.

وأما قوله: وَإنّهُ لَلْـحَقّ مِنْ رَبّكَ فإنه يعنـي تعالـى ذكره: وإن التوجه شطره للـحقّ الذي لا شك فـيه من عند ربك، فحافظوا علـيه، وأطيعوا اللّه فـي توجهكم قبله.

وأما قوله: وَمَا اللّه بِغَافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ فإنه

يقول: فإن اللّه تعالـى ذكره لـيس بساه عن أعمالكم ولا بغافل عنها، ولكنه مـحصيها لكم حتـى يجازيكم بها يوم القـيامة.

﴿ ١٤٩