٢٠٠القول فـي تأويـل قوله تعالـى:. {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّه ... } يعنـي بقول جل ثناؤه: فَإذَا قَضَيْتُـمْ مَناسِكَكُمْ فإذا فرغتـم من حجكم فذبحتـم نسائككم، فـاذْكُرُوا اللّه يقال منه: نسك الرجل ينسك نُسْكا ونُسُكا ونسيكة ومنسكا إذا ذبح نسكه، والـمنسك: اسم مثل الـمشرق والـمغرب. فأما النسك فـي الدين، فإنه يقال منه ما كان الرجل ناسكا، ولقد نَسَك، وَنسُك نُسْكا ونُسُكا ونساكة، وذلك إذا تقرأ. وبـمثل الذي قلنا فـي معنى الـمناسك فـي هذا الـموضع قال مـجاهد. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: فإذَا قَضَيْتُـمْ مَناسِكَكُمْ قال: إهراقة الدماء. ٣٢٨٣ـ وحدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله. وأما قوله: فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ أوْ أشَدّ ذِكْرا فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي صفة ذكر القوم إبـاءكم الذين أمرهم اللّه أن يجعلوا ذكرهم إياه كذكرهم إبـاءهم أو أشدّ ذكرا، فقال بعضهم: كان القوم فـي جاهلـيتهم بعد فراغهم من حجهم ومناسكهم يجتـمعون فـيتفـاخرون بـمآثر آبـائهم، فأمرهم اللّه فـي الإسلام أن يكون ذكرهم بـالثناء والشكر والتعظيـم لربهم دون غيره، وأن يـلزموا أنفسهم من الإكثار من ذكره نظير ما كانوا ألزموا أنفسهم فـي جاهلـيتهم من ذكر آبـائهم. ذكر من قال ذلك: ٣حدثنا تـميـم بن الـمنتصر، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن القاسم بن عثمان، عن أنس فـي هذه الآية، قال: كانوا يذكرون آبـاءهم فـي الـحج، فـيقول بعضهم: كان أبـي يطعم الطعام، ويقول بعضهم: كان أبـي يضرب بـالسيف، ويقول بعضهم: كان أبـي جزّ نواصي بنـي فلان. ٣وحدثنـي مـحمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفـيان، عن عبد العزيز، عن مـجاهد قال: كانوا يقولون: كان آبـاؤنا ينـحرون الـجزر، ويفعلون كذا، فنزلت هذه الآية: اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ أوْ اشَدّ ذِكْرا. ٣حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفـيان، عن عاصم، عن أبـي وائل: فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ أوْ أشَدّ ذِكْرا قال: كان أهل الـجاهلـية يذكرون فعال آبـائهم. ٣٢٨٤ـ حدثنا أبو كريب، قال: سمعت أبـا بكر بن عياش، قال: كان أهل الـجاهلـية إذا فرغوا من الـحجّ قاموا عند البـيت فـيذكرون آبـائهم وأيامهم: كان أبـي يطعم الطعام، وكان أبـي يفعل، فذلك قوله: فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ. قال أبو كريب: قلت لـيحيى بن آدم: عمن هو؟ قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبـي وائل. ٣٢٨٥ـ وحدثنـي يعقوب بن إبراهيـم، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنـي حجاج عمن حدثه، عن مـجاهد فـي قوله: اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ قال: كانوا إذا قضوا مناسكهم وقـفوا عند الـجمرة فذكروا آبـاءهم، وذكروا أيامهم فـي الـجاهلـية وفعال آبـائهم، فنزلت هذه الآية. ٣٢٨٦ـ حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، عن عبد الـملك، عن قـيس، عن مـجاهد فـي قوله: فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ قال: كانوا إذا قضوا مناسكهم وقـفوا عند الـجمرة، وذكروا أيامهم فـي الـجاهلـية وفعال آبـائهم قال: فنزلت هذه الآية. ٣٢٨٧ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: فإذَا قَضَيْتُـمْ مَناسِكَكُمْ فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْركُمْ آبـاءَكُمْ قال: تفـاخرت العرب بـينها بفعل آبـائها يوم النـحر حين فرغوا فأمروا بذكر اللّه مكان ذلك. ٣٢٨٨ـ حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، نـحوه. ٣٢٨٩ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: فإذَا قَضَيْتُـمْ مَناسِكَكُمْ فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ قال قتادة: كان أهل الـجاهلـية إذا قضوا مناسكهم بـمنى قعدوا حلقا، فذكروا صنـيع آبـائهم فـي الـجاهلـية وفعالهم به، يخطب خطيبهم ويحدّث مـحدّثهم، فأمر اللّه عزّ وجل الـمسلـمين أن يذكروا اللّه كذكر أهل الـجاهلـية آبـاءهم أو أشدّ ذكرا. ٣٢٩٠ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة فـي قوله: فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ أوْ أشَدّ ذِكْرا قال: كانوا إذا قضوا مناسكهم اجتـمعوا فـافتـخروا وذكروا آبـاءهم وأيامها، فأمروا أن يجعلوا مكان ذلك ذكر اللّه ، يذكرونه كذكرهم آبـائهم، أو أشدّ ذكرا. ٣٢٩١ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن سفـيان، عن خصيف، عن سعيد بن جبـير وعكرمة قالا: كانوا يذكرون فعل آبـائهم فـي الـجاهلـية إذا وقـفوا بعرفة، فنزلت هذه الآية. ٣٢٩٢ـ حدثنا القاسم، قال: ثنـي حجاج، قال: قال ابن جريج: أخبرنـي عبد اللّه بن كثـير أنه سمع مـجاهدا يقول ذلك يوم النـحر حين ينـحرون قال: قال فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ قال: كانت العرب يوم النـحر حين يفرغون يتفـاخرون بفعال آبـائها، فأمروا بذكر اللّه عزّ وجل مكان ذلك. وقال آخرون: بل معنى ذلك: فـاذكروا اللّه كذكر الأبناء والصبـيان الاَبـاء. ذكر من قال ذلك: ٣٢٩٣ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: حدثنا مـحمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عثمان بن أبـي روّاد، عن عطاء أنه قال فـي هذه الآية: كَذِكْركُمْ آبـاءَكُمْ قال: هو قول الصبـيّ: يا أبـاه. ٣٢٩٤ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا زهير، عن جويبر، عن الضحاك : فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ يعنـي بـالذكر، ذكر الأبناء الاَبـاء. ٣٢٩٥ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال لـي عطاء: كَذِكْرِكُمْ آبـاَءكُمْ: أبه أمه. ٣٢٩٦ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا صالـح بن عمر، عن عبد الـملك، عن عطاء، قال: كالصبـيّ يـلهج بأبـيه وأمه. ٣٢٩٧ـ حدثت عن عمار، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع قوله: فَإذَا قَضَيَـيْتُـمْ مَناسِكَكُمْ فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْركُمْ آبـاَءكُمْ أوْ أشَدّ ذِكْرا يقول: كذكر الأبناء الاَبـاء أو أشد ذكرا. ٣حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله: فَإذَا قَضَيْتُـمْ مَناسِكَكُمْ فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ أوْ أشَدّ ذِكْرا يقول: كما يذكر الأبناء الاَبـاء. ٣حدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ يعنـي ذكر الأبناء الاَبـاء. وقال آخرون: بل قـيـل لهم: اذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ لأنهم كانوا إذا قضوا مناسكهم فدعوا ربهم لـم يذكروا غير آبـائهم فأمروا من ذكر اللّه بنظير ذكر آبـاءهم. ذكر من قال ذلك: ٣حدثنـي موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي: فإذَا قَضَيْتُـمْ مَناسِكَكُمْ فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ أوْ أشَدّ ذِكْرا قال: كانت العرب إذا قضت مناسكها وأقاموا بـمنى يقوم الرجل فـيسأل اللّه و يقول: اللّه مّ إنّ أبـي كان عظيـم الـجفنة عظيـم القبة كثـير الـمال، فأعطنـي مثل ما أعطيت أبـي. لـيس يذكر اللّه ، إنـما يذكر آبـاءه، ويسأله أن يعطى فـي الدنـيا. والصواب من القول عندي فـي تأويـل ذلك أن يقال: إن اللّه جل ثناؤه أمر عبـاده الـمؤمنـين بذكره بـالطاعة له فـي الـخضوع لأمره والعبـادة له بعد قضاء مناسكهم. وذلك الذكر جائز أن يكون هو التكبـير الذي أمر به جل ثناؤه بقوله: واذْكُرُوا اللّه فـي أيّامٍ مَعْدُودَاتٍ الذي أوجبه علـى من قضى نسكه بعد قضائه نسكه، فألزمه حينئذٍ من ذكره ما لـم يكن له لازما قبل ذلك، وحثّ علـى الـمـحافظة علـيه مـحافظة الأبناء علـى ذكر الاَبـاء فـي الإكثار منه بـالاستكانة له والتضرّع إلـيه بـالرغبة منهم إلـيه فـي حوائجهم كتضرّع الولد لوالده والصبـيّ لأمه وأبـيه، أو أشدّ من ذلك إذ كان ما كان بهم وبآبـائهم من نعمة فمنه وهو ولـيه. وإنـما قلنا: الذكر الذي أمر اللّه جل ثناؤه به الـحاج بعد قضاء مناسكه بقوله: فإذَا قَضَيْتُـمْ مَناسِكَكُمْ فـاذْكُروا اللّه كَذِكْركُمْ آبـاءَكُمْ أوْ أشَدّ ذِكْرا جائز أن يكون هو التكبـير الذي وصفنا من أجل أنه لا ذكر للّه أمر العبـاد به بعد قضاء مناسكهم لـم يكن علـيهم من فرضه قبل قضائهم مناسكهم، سوى التكبـير الذي خصّ اللّه به أيام منى. فإذ كان ذلك كذلك، وكان معلوما أنه جل ثناؤه قد أوجب علـى خـلقه بعد قضائهم مناسكهم من ذكره ما لـم يكن واجبـا علـيهم قبل ذلك، وكان لا شيء من ذكره خصّ به ذلك الوقت سوى التكبـير الذي ذكرناه، كانت بـينة صحة ما قلنا من تأويـل ذلك علـى ما وصفنا. القول فـي تأويـل قوله تعالـى: فَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ ربّنا آتِنا فِـي الدّنْـيا وَما لَهُ فِـي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ. يعنـي بذلك جل ثناؤه: فإذَا قَضَيْتُـمْ مَناسِكَكُمْ أيها الـمؤمنون فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ أوْ أشَدّ ذِكْرا وارغبوا إلـيه فـيـما لديه من خير الدنـيا والاَخرة بـابتهال وتـمسكن، واجعلوا أعمالكم لوجهه خالصا ولطلب مرضاته، وقولوا ربنا آتنا فـي الدنـيا حسنة وفـي الاَخرة حسنة وقنا عذا النار ولا تكونوا كمن اشترى الـحياة الدنـيا بـالاَخرة، فكانت أعمالهم للدنـيا وزينتها، فلا يسألون ربهم إلا متاعها، ولا حظّ لهم فـي ثواب اللّه ، ولا نصيب لهم فـي جناته وكريـم ما أعدّ لأولـيائه، كما قال فـي ذلك أهل التأويـل. ٣حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفـيان، عن عاصم، عن أبـي وائل: فَمِنَ النّاسِ مَن يقولُ ربّنَا آتِنا فـي الدّنـيَا هب لنا غنـما، هب لنا إبلاً وَمالَهُ فـي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ٣٢٩٨ـ حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفـيان، عن عاصم، عن أبـي وائل، قال: كانوا فـي الـجاهلـية يقولون: هب لنا إبلاً، ثم ذكر مثله. ٣٢٩٩ـ حدثنا أبو كريب، قال: سمعت أبـا بكر بن عياش فـي قوله: فَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُول رَبّنا آتِنا فِـي الدّنْـيا وَما لَهُ فِـي الاَخِرَةٍ منْ خَلاقٍ قال: كانوا يعنـي أهل الـجاهلـية يقـفون يعنـي بعد قضاء مناسكهم فـيقولون: اللّه مّ ارزقنا إبلاً، اللّه مّ ارزقنا غنـما. فأنزل اللّه هذه الآية: فَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبّنا آتِنا فِـي الدّنْـيا وَما لَهُ فِـي الاَخِرَة مِنْ خَلاقٍ. قال أبو كريب: قلت لـيحيى بن آدم: عمن هو؟ قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبـي وائل. ٣٣٠٠ـ حدثنا تـميـم بن الـمنتصر، قال: أخبرنا إسحاق، عن القاسم بن عثمان، عن أنس: فَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبّنا آتِنا فِـي الدّنْـيا وَما لَه فِـي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ قال: كانوا يطوفون بـالبـيت عراة فـيدعون فـيقولون: اللّه مّ أسقنا الـمطر، وأعطنا علـى عدوّنا الظفر، وردّنا صالـحين إلـى صالـحين. ٣٣٠١ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قول اللّه تبـارك وتعالـى: فَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبّنا آتِنا فِـي الدّنْـيا نصرا ورزقا، ولا يسألون لاَخرتهم شيئا. ٣٣٠٢ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله. ٣٣٠٣ـ وحدثنـي بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة فـي قول اللّه : فَمِنْ النّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبّنا آتِنا فِـي الدّنْـيا وَما لَهُ فِـي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ فهذا عبد نوى الدنـيا لها عمل ولها نصب. ٣٣٠٤ـ حدثنا موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي فـي قوله: فَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُول رَبّنا آتِنا فِـي الدّنْـيا وَمالَهُ فِـي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ قال: كانت العرب إذا قضت مناسكها وأقامت بـمنى لا يذكر اللّه الرجلُ منهم، إنـما يذكر أبـاه، ويسأل أن يعطى فـي الدنـيا. ٣٣٠٥ـ وحدثنـي يونس، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: فإذَا قَضَيْتُـمْ مَناسِكَكُمْ فـاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبـاءَكُمْ أوْ أشَدّ ذِكْرا قال: كانوا أصنافـا ثلاثة فـي تلك الـمواطن يومئذٍ: رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأهل الكفر، وأهل النفـاق. فمن الناس من يقول: رَبّنا آتِنا فِـي الدّنْـيا وَما لَهُ فِـي الاَخِرة مِنْ خَلاقٍ إنـما حجوا للدنـيا والـمسألة لا يريدون الاَخرة ولا يؤمنون بها، ومنهم من يقول: رَبّنَا آتِنَا فِـي الدّنْـيا حَسَنَةً الآية قال: والصنف الثالث وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِـي الـحَياةِ الدّنْـيَا... الآية. وأما معنى الـخلاق فقد بـيناه فـي غير هذا الـموضع، وذكرنا اختلاف الـمختلفـين فـي تأويـله والصحيح لدينا من معناه بـالشواهد من الأدلة وأنه النصيب، بـما فـيه كفـاية عن إعادته فـي هذا الـموضع. |
﴿ ٢٠٠ ﴾