١٠٥القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالّذِينَ تَفَرّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيّنَاتُ وَأُوْلَـَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: ولا تكونوا يا معشر الذين آمنوا كالذين تفرّقوا من أهل الكتاب، واختلفوا فـي دين اللّه وأمره ونهيه، من بعد ما جاءهم البـينات، من حجج اللّه ، فـيـما اختلفوا فـيه، وعلـموا الـحقّ فـيه، فتعمدوا خلافه، وخالفوا أمر اللّه ، ونقضوا عهده وميثاقه، جراءة علـى اللّه ، وأولئك لهم: يعنـي ولهؤلاء الذين تفرّقوا، واختلفوا من أهل الكتاب، من بعد ما جاءهم عذاب من عند اللّه عظيـم. يقول جل ثناؤه: فلا تفرّقوا يا معشر الـمؤمنـين فـي دينكم تفرّق هؤلاء فـي دينهم، ولا تفعلوا فعلهم، وتستنوا فـي دينكم بسنتهم، فـيكون لكم من عذاب اللّه العظيـم مثل الذي لهم. كما: ٦١٢٨ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع فـي قوله: {وَلا تَكُونُوا كالّذِينَ تَفَرّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِما جاءَهُمُ البَـيّناتُ} قال: هم أهل الكتاب، نهى اللّه أهل الإسلام أن يتفرّقوا ويختلفوا، كما تفرّق واختلف أهل الكتاب، قال اللّه عزّ وجلّ: {وأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيـمٌ}. ٦١٢٩ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا عبد اللّه بن صالـح، قال: ثنـي معاوية بن صالـح، عن علـيّ بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس ، قوله: {وَلا تَكُونُوا كالّذِينَ تَفَرّقُوا وَاخْتَلَفُوا} ونـحو هذا فـي القرآن أمر اللّه جل ثناؤه الـمؤمنـين بـالـجماعة، فنهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنـما هلك من كان قبلهم بـالـمراء والـخصومات فـي دين اللّه . ٦١٣٠ـ حدثنـي مـحمد بن سنان، قال: حدثنا أبو بكر الـحنفـي، عن عبـاد، عن الـحسن فـي قوله: {وَلا تَكُونُوا كالّذِينَ تَفَرّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِما جاءَهُمُ البَـيّناتُ وأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيـمٌ} قال هم الـيهود والنصارى. |
﴿ ١٠٥ ﴾