١٣٨القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {هَـَذَا بَيَانٌ لّلنّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لّلْمُتّقِينَ } اختلف أهل التأويـل فـي الـمعن الذي أشير إلـيه بهذا، فقال بعضهم: عَنَى بقوله هذا: القرآن. ذكر من قال ذلك: ٦٣٦٨ـ حدثنا مـحمد بن سنان، قال: حدثنا أبو بكر الـحنفـي، قال: ثنا: عبـاد، عن الـحسن فـي قوله: {هَذَا بَـيانٌ للنّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ للْـمُتّقِـينَ} قال: هذا القرآن. ٦٣٦٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة. قوله: {هَذَا بَـيانٌ للنّاسِ} وهو هذا القرآن جعله اللّه بـيانا للناس عامة، وهدى وموعظة للـمتقـين خصوصا. ٦٣٧٠ـ حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، قال فـي قوله: {هَذَا بَـيانٌ للنّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ للْـمُتّقِـينَ} خاصة. ٦٣٧١ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا ابن الـمبـارك، عن ابن جريج فـي قوله: {هَذَا بَـيانٌ للنّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ للْـمُتّقِـينَ} خاصة. وقال آخرون: إنـما أشير بقوله هذا إلـى قوله: {قَدْ خَـلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِـي الأرْضِ فـانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الـمُكَذّبِـينَ} ثم قال: هذا الذي عرفتكم يا معشر أصحاب مـحمد بـيان للناس. ذكر من قال ذلك: ٦٣٧٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق بذلك. وأولـى القولـين فـي ذلك عندي بـالصواب، قول من قال: قوله هذا إشارة إلـى ما تقدّم هذه الاَية من تذكير اللّه جل ثناؤه الـمؤمنـين، وتعريفهم حدوده، وحضهم علـى لزوم طاعته، والصبر علـى جهاد أعدائه وأعدائهم، لأن قوله هذا إشارة إلـى حاضر، إما مرئي، وإما مسموع، وهو فـي هذا الـموضع إلـى حاضر مسموع من الاَيات الـمتقدمة. فمعنى الكلام: هذا الذي أوضحت لكم وعرّفتكموه، بـيان للناس¹ يعنـي بـالبـيان: الشرح والتفسير. كما ٦٣٧٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {هَذَا بَـيانٌ للنّاسِ} أي هذا تفسير للناس إن قبلوه. ٦٣٧٤ـ حدثنا أحمد بن حازم والـمثنى، قالا: حدثنا أبو نعيـم، قال: حدثنا سفـيان، عن بـيان، عن الشعبـي: {هَذَا بَـيانٌ للنّاسِ} قال: من العَمَى. حدثنا الـحسن بن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن الشعبـي، مثله. وأما قوله: {وهُدًى وَمَوْعِظَةٌ} فإنه يعنـي بـالهدى: الدلالة علـى سبـيـل الـحقّ ومنهج الدين، وبـالـموعظة: التذكرة للصواب والرشاد. كما: ٦٣٧٥ـ حدثنا أحمد بن حازم والـمثنى، قالا: حدثنا أبو نعيـم، قال: حدثنا سفـيان، عن بـيان، عن الشعبـي: {وَهُدًى} قال: من الضلالة، {وَمَوْعِظَةٌ} من الـجهل. حدثنا الـحسن بن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن بـيان، عن الشعبـي مثله. ٦٣٧٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {للْـمُتّقِـينَ}: أي لـمن أطاعنـي وعرف أمري. |
﴿ ١٣٨ ﴾