١٦٢

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَفَمَنِ اتّبَعَ رِضْوَانَ اللّه ك...}

اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك،

فقال بعضهم: معنى ذلك: أفمن اتبع رضوان اللّه فـي ترك الغلول كمن بـاء بسخط من اللّه بغلوله ما غلّ. ذكر من قال ذلك:

٦٦٢١ـ حدثنا الـحسن بن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيـينة، عن طريف، عن الضحاك فـي قوله: {أفَمَنِ اتّبَعَ رِضُوَانَ اللّه } قال: من لـم يغلّ. {كَمَنْ بَـاءَ بَسَخطٍ مِنَ اللّه }: كمن غلّ.

٦٦٢٢ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي سفـيان بن عيـينة، عن مطرف بن مطرف، عن الضحاك قوله: {أفَمَنِ اتّبَعَ رِضْوَانَ اللّه } قال: من أدّى الـخمس. {كَمَنْ بَـاءَ بِسَخْطٍ مِنَ اللّه }: فـاستوجب سخطا من اللّه .

وقال آخرون فـي ذلك بـما:

٦٦٢٣ـ حدثنـي به ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {أفَمَنِ اتّبَعَ رِضْوَانَ اللّه } علـى ما أحبّ الناس وسخطوا، {كَمَنْ بَـاءَ بِسَخْطٍ مِنَ اللّه } لرضا الناس وسخطهم؟

يقول: أفمن كان علـى طاعتـي، فثوابه الـجنة ورضوان من ربه، كمن بـاء بسخط من اللّه ، فـاستوجب غضبه، وكان مأواه جهنـم وبئس الـمصير؟ أسوأ الـمثلان؟ أي فـاعرفوا.

وأولـى التأولـين بتأويـل الاَية عندي، قول الضحاك بن مزاحم¹ لأن ذلك عقـيب وعبـيد اللّه علـى الغلول ونهيه عبـاده عنه، ثم قال لهم بعد نهيه عن ذلك ووعيده، أسواء الـمطيع لله فـيـما أمره ونهاه، والعاصي له فـي ذلك: أي أنهما لا يستويان ولا تستوي حالتاهما عنده، لأن لـمن أطاع اللّه فـيـما أمره ونهاه: الـجنة، ولـمن عصاه فـيـما أمره ونهاه: النار. فمعنى قوله: {أفَمَنِ اتّبَعَ رِضْوَانَ اللّه كَمَنْ بَـاءَ بِسَخْطٍ مِنَ اللّه } إذا: أفمن ترك الغلول وما نهاه اللّه عنه عن معاصيه وعمل بطاعة اللّه فـي تركه ذلك وفـي غيره مـما أمره به ونهاه من فرائضه، متبعا فـي كل ذلك رضا اللّه ، ومـجتنبا سخطه، {كَمَنْ بَـاءَ بِسَخْطٍ مِنَ اللّه } يعنـي: كمن انصرف متـحملاً سخط اللّه وغضبه، فـاستـحقّ بذلك سكنى جهنـم،

يقول: لـيسا سواءوأما قوله: {وَبِئْسَ الـمَصِير} فإنه يعنـي: وبئس الـمصير الذي يصير إلـيه ويئوب إلـيه من بـاء بسخط من اللّه جهنـم.

﴿ ١٦٢