١٦٠القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَبِظُلْمٍ مّنَ الّذِينَ هَادُواْ حَرّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيّبَاتٍ ...}. يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: فحرمنا علـى الـيهود الذين نقضوا ميثاقهم الذي واثقوا ربهم، وكفروا بآيات اللّه ، وقتلوا أنبـياءهم، وقالوا البهتان علـى مريـم، وفعلوا ما وصفهم اللّه فـي كتابه طيبـات من الـمآكل وغيرها كانت لهم حلالاً، عقوبة لهم بظلـمهم الذي أخبر اللّه عنهم فـي كتابه. كما: ٨٦٠٣ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: فَبِظُلْـمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا حَرّمْنا عَلَـيْهِمْ طَيّبـاتٍ أُحِلّتْ لَهُمْ... الاَية، عوقب القوم بظلـم ظَلَـموه وبَغْيٍ بَغَوه حرّمت علـيهم أشياء ببغيهم وبظلـمهم. وقوله: وَبِصَدّهِمْ عَنْ سَبِـيـلِ اللّه كَثِـيرا يعنـي: وبصدّهم عبـاد اللّه عن دينه وسبله التـي شرعها لعبـاده صدّا كثـيراٍ، وكان صدّهم عن سبـيـل اللّه بقولهم علـى اللّه البـاطل، وادّعائهم أن ذلك عن اللّه ، وتبديـلهم كتاب اللّه وتـحريف معانـيه عن وجوهه، وكان من عظيـم ذلك جحودهم نبوّة نبـينا مـحمد صلى اللّه عليه وسلم وتركهم بـيان ما قد علـموا من أمره لـمن جهل أمره من الناس. وبنـحو ذلك كان مـجاهد يقول. ٨٦٠٤ـ حدثنا مـحمد بن عمرو، قال: ثنـي أبو عاصم، قال: ثنـي عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قول اللّه : وَبِصَدّهِمْ عَنْ سَبِـيـلِ اللّه كَثِـيرا قال: أنفسهم وغيرهم عن الـحقّ. حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد مثله. |
﴿ ١٦٠ ﴾