١٠٤القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَآ أَنزَلَ اللّه ...}. يقول تعالـىّ ذكره: وإذا قـيـل لهؤلاء الذين يبحرون البحائر ويسيبون السوائب الذين لا يعقلون أنهم بإضافتهم تـحريـم ذلك إلـى اللّه تعالـى يفترون علـى اللّه الكذب: تعالوا إلـى تنزيـل اللّه وآي كتابه وإلـى رسوله، لبتبـين لكم كذب قـيـلكم فـيـم تضيفونه إلـى اللّه تعالـى من تـحريـمكم ما تـحرّمون من هذه الأشياء، أجابوا من دعاهم إلـى ذلك، بأن يقولوا: حسبنا ما وجدنا علـيه من قبلنا آبـاءنا يعملون به، ويقولون: نـحن لهم تبع وهم لنا أئمة وقادة، وقد اكتفـينا بـما أخذنا عنهم ورضينا بـما كانوا علـيه من تـحريـم وتـحلـيـل قال اللّه تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى اللّه عليه وسلم: ولو كان آبـاء هؤلاء القائلـين هذه الـمقالة لا يعلـمون شيئا، يقول: لـم يكونوا يعلـمون أن ما يضيفونه إلـى اللّه تعالـى من تـحريـم البحيرة والسائبة والوصيـلة والـحام كذب وفرية علـى اللّه ، لا حقـيقة لذلك ولا صحة لأنهم كانوا أتبـاع الـمفترين ابتدءوا تـحريـم ذلك افتراء علـى اللّه بقـيـلهم ما كانوا يقولون من إضافتهم إلـى اللّه تعالـى ما يضيفون ما كانوا فـيـما هم به عاملون من ذلك علـى استقامة وصواب، بل كانوا علـى ضلالة وخطأ. |
﴿ ١٠٤ ﴾