٨٧

القول في تأويل قوله تعالى: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرّيّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ }.

يقول تعالى ذكره: وهدينا أيضا من آباء هؤلاء الذين سماهم تعالى ذكره ومن ذرّياتهم وإخوانهم آخرين سواهم لم يسمهم للحقّ والدين الخالص الذي لا شرك فيه، فوفقناهم له. وَاجْتَبَيْنَاهُمْ

يقول: واخنترناهم لديننا وبلاغ رسالتنا إلى من أرسلناهم إليه، كالذي اخترنا ممن سمينا يقال منه: اجتبى فلان لنفسه كذا: إذا اختاره واصطفاه يجتبيه اجتباء. وكان مجاهد يقول في ذلك، ما:

١٠٦٠٨ـ حدثني به محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله اللّه تعالى ذكره: وَاجْتَبَيْنَاهُمْ قال: أخلصناهم.

حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن بن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

وَهَدَيْنَاهُمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

يقول: وسدّدناهم فأرشدناهم إلى طريق غير معوّج، وذلك دين اللّه الذي لا عوج فيه، وهو الإسلام الذي ارتضاه اللّه ربنا لأنبيائه، وأمر به عباده.

﴿ ٨٧