٣٢

القول فـي تأويـل قوله تعالـى:{وَإِذْ قَالُواْ اللّه مّ إِن كَانَ هَـَذَا هُوَ الْحَقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }..

يقول تعالـى ذكره: واذكر يا مـحمد أيضا ما حلّ بـمن قال: اللّه مّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الـحَقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَـيْنا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذَابٍ ألِـيـمٍ إذ مكرت لهم، فأتـيتهم بعذاب ألـيـم. وكان ذلك العذاب: قتلهم بـالسيف يوم بدر. وهذه الاَية أيضا ذكر أنها نزلت فـي النضر بن الـحرث. ذكر من قال ذلك.

١٢٤٧٦ـ حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، قال: حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبـير، فـي قوله: وَإذْ قالُوا اللّه مّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الـحَقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَـيْنا حِجارَةً مِنَ السّماءِ قال: نزلت فـي النضر بن الـحرث.

١٢٤٧٧ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: إنْ كانَ هَذَا هُوَ الـحَقّ مِنْ عِنْدِكَ قال: قول النضر بن الـحرث بن علقمة بن كلدة.

حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: اللّه مّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الـحَقّ مِنْ عِنْدِكَ قول النضر بن الـحرث بن علقمة بن كلدة من بنـي عبد الدار.

قال: أخبرنا إسحاق، قال: أخبرنا عبد اللّه ، عن ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله: إنْ كانَ هَذَا هُوَ الـحَقّ مِنْ عِنْدِكَ قال: هو النضر بن الـحرث بن كلدة.

١٢٤٧٨ـ حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا طلـحة بن عمرو، عن عطاء، قال: قال رجل من بنـي عبد الدار، يقا له النضر بن كلدة: اللّه مّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الـحَقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَـيْنا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذَابٍ ألِـيـمٍ فقال اللّه : وَقالُوا رَبّنا عَجّلْ لَنا قِطّنا قَبْلَ يَوْمِ الـحِسابِ وقال: وَلَقَدْ جِئْتُـمُونا فرَادَى كمَا خَـلَقْناكُمْ أوّلَ مَرّةٍ وقال: سأَلَ سائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ للْكافِرِينَ قال عطاء: لقد نزل فـيه بضع عشرة آية من كتاب اللّه .

١٢٤٧٩ـ حدثنـي مـحمد بن الـحسين، قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي، قال: فقال يعني النضر بن الـحرث: اللهمّ إن كان ما يقول مـحمد هو الـحقّ من عندك فأمطر علـينا حجارة من السماء أوِ ائْتِنا بِعَذَابٍ ألِـيـمٍ قال اللّه : سأَلَ سائِلٌ بعَذَابٍ وَاقِعٍ للْكافِرِينَ.

١٢٤٨٠ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام، عن عنبسة، عن لـيث، عن مـجاهد، فـي قوله: إنْ كانَ هَذَا هُوَ الـحَقّ مِنْ عِنْدِكَ... الاَية، قال: سأَلَ سائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ للْكافِرِينَ.

١٢٤٨١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وَإذْ قالُوا اللّه مّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الـحَقّ مِنْ عِنْدِكَ... الاَية، قال: قال ذلك سفهة هذه الأمة وجهَلتها، فعاد اللّه بعائدته ورحمته علـى سفهة هذه الأمة وجهلتها.

١٢٤٨٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: ثم ذكر غيرة قريش واستفتاحهم علـى أنفسهم، إذ قالوا: اللّه مّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الـحَقّ مِنْ عِنْدِكَ أي ما جاء به مـحمد، فَأمْطِرْ عَلَـيْنا حِجارَةً مِنَ السّماءِ كما أمطرتها علـى قوم لوط أوِ ائْتِنا بِعَذَابٍ ألِـيـمٍ أي ببعض ما عذّبت به الأمـم قبلنا.

واختلف أهل العربـية فـي وجه دخول (هو) فـي الكلام. فقال بعض البصريـين نصب (الـحق) ، لأن (هو) واللّه أعلـم حوّلت زائدة فـي الكلام صلة توكيد كزيادة (ما) ، ولا تزاد إلاّ فـي كلّ فعل لا يستغنـي عن خبر، ولـيس هو بصفة لهذا، لأنك لو قلت: (رأيت هذا هو) لـم يكن كلاما، ولا تكون هذه الـمضمرة من صفة الظاهرة، ولكنها تكون من صفة الـمضمرة، نـحو قوله: وَلَكِنْ كانُوا هُمُ الظّالِـمينَ تـجِدُوهُ عِنْدَ اللّه هُوَ خَيرا وَأعْظمَ أجْرا لأنك تقول: (وجدته هو وإياي) فتكون (هو) صفة. وقد تكون فـي هذا الـمعنى أيضا غير صفة، ولكنها تكون زائدة كما كان فـي الأوّل. وقد تـجري فـي جميع هذا مـجرى الاسم، فـيرفع ما بعدها إن كان بعدها ظاهرا أو مضمرا فـي لغة بنـي تـميـم، يقولون فـي قوله: إنْ كانَ هَذَا هُوَ الـحَقّ مِنْ عِنْدِكَ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظّالِـمينَ وَ تـجِدُوهُ عِندَ اللّه هُوَ خَيْرا وَأعْظَم أجْرا كما تقول: كانوا آبـاؤهم الظالـمون، جعلوا هذا الـمضمر نـحو (هو) و (هما) و (أنت) زائدا فـي هذا الـمكان. ولـم تـجعل مواضع الصفة، لأنه فصل أراد أن يبـين به أنه لـيس ما بعده صفة لـما قبله، ولـم يحتـج إلـى هذا فـي الـموضع الذي لا يكون له خبر.

 

وكان بعض الكوفـيـين

يقول: لـم تدخـل (هو) التـي هي عماد فـي الكلام إلاّ لـمعنى صحيح. وقال: كأنه قال: زيد قائم، فقلت أنت: بل عمرو هو القائم فهو لـمعهود الاسم والألف، واللام لـمعهود الفعل التـي هي صلة فـي الكلام مخالفة لـمعنى (هو) ، لأن دخولها وخروجها واحد فـي الكلام، ولـيست كذلك هو وأما التـي تدخـل صلة فـي الكلام، فتوكيد شبـيه بقوله م: (وجدته نفسه) تقول ذلك، ولـيست بصفة كالظريف والعاقل.

﴿ ٣٢