١٠

وأما قوله: دَعْوَاهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللّه مْ فإن معناه: دعاؤهم فيها سبحانك اللهمّ. كما:

١٣٦٨٧ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرت أن قوله: دعْوَاهُمْ فِيها سُبْحانَك اللّه مّ قال: إذا مرّ بهم الطير فيشتهونه، قالوا: سبحانك اللهمّ وذلك دعواهم، فيأتيهم الملك بما اشتهوا، فيسلم عليهم، فيردّون عليه، فذلك قوله: وتَحِيّتُهُمْ فِيها سَلامٌ. قال: فإذا أكلوا حمدوا اللّه ربهم، فذلك قوله: وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحَمْدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ.

١٣٦٨٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: دعْوَاهُمْ فِيها سُبْحانَك اللّه مّ

يقول: ذلك قولهم فيها وتَحِيّتُهُمْ فِيها سَلامٌ.

١٣٦٨٩ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبيد اللّه الأشجعي، قال: سمعت سفيان

يقول: دعْوَاهُمْ فِيها سُبْحانَك اللّه مّ وتَحِيّتُهُمْ فِيها سَلامٌ قال: إذا أرادوا الشيء قالوا: اللهمّ فيأتيهم ما دعوا به.

وأما قوله: سُبْحانَكَ اللّه مّ فإن معناه: تنزيها لك يا ربّ مما أضاف إليك أهل الشرك بك من الكذب عليك والفرية.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

١٣٦٩٠ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت أبي، عن غير واحد عطية فيهم: سبحان اللّه تنزيه لله.

١٣٦٩١ـ حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن عبد اللّه بن موهب، قال: سمعت موسى بن طلحة، قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن سبحان اللّه ، قال: (إبْرَاءُ اللّه عَنِ السّوءِ) .

١٣٦٩٢ـ حدثنا أبو كريب وأبو السائب وخلاد بن أسلم، قالوا: حدثنا ابن إدريس، قال: حدثنا قابوس، عن أبيه: أن ابن الكوّاء سأل عليّا رضي اللّه عنه عن (سبحان اللّه ) قال: كلمة رضيها اللّه لنفسه.

حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن سفيان بن سعيد الثوري عن عثمان بن عبد اللّه بن موهب الطلحي، عن موسى بن طلحة، قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، عن سبحان اللّه ، فقال: (تَنْزِيها لِلّهِ عَنِ السّوءِ) .

١٣٦٩٣ـ حدثني عليّ بن عيسى البزار، قال: حدثنا عبيد اللّه بن محمد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن حماد، قال: ثني حفص بن سليمان، قال: حدثنا طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد اللّه ، قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن تفسير سبحان اللّه ، فقال: (هُوَ تَنْزِيهُ اللّه مِنْ كُلّ سُوءٍ) .

حدثني محمد بن عمرو بن تمام الكلبي، قال: حدثنا سليمان بن أيوب، قال: ثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللّه قول سبحان اللّه ؟ قال: (تَنْزِيهُ اللّه عَنِ السّوءِ) .

وتَحِيّتُهُمْ

يقول: وتحية بعضهم بعضا فِيها سَلامٌ: أي سلمت وأمنت مما ابتلي به أهل النار. والعرب تسمى الملك التحية ومنه قول عمرو بن معديكرّب:

أزُورُ بها أبا قابُوسَ حتىأنِيخَ عَلى تَحِيّتِهِ بِجُنْدِي

ومنه قول زهير بن جناب الكلبي:

مِنْ كُلّ ما نالَ الفَتَىقَدْ نِلْتُهُ إلاّ التّحِيّهْ

وقوله: وآخِرُ دَعْوَاهُمْ

يقول: وآخر دعائهم أن الحَمْدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

يقول: وآخر دعائهم أن يقولوا: الحمد لله ربّ العالمين ولذلك خففت (أن) ولم تشدّد، لأنه أريد بها الحكاية.

﴿ ١٠