تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآنللإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبريإمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)_________________________________سورة يوسفمكية وآياتها إحدى عشرة ومائة القول فـي تفسير السورة التـي يذكر فـيها يوسف: بسم اللّه الرحمَن الرحيـم ١{الَر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }. قال أبو جعفر مـحمد بن جرير: قد ذكرنا اختلاف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله: الر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ، والقول الذي نـختاره فـي تأويـل ذلك فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته ههنا. وأما قوله: تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي تأويـله، فقال بعضهم: معناه: تلك آيات الكتاب الـمبـين: بـين حلاله وحرامه، ورشده وهداه. ذكر من قال ذلك: ١٤٤٩٦ـ حدثنـي سعيد بن عمرو السكونـي، قال: حدثنا الولـيد بن سلـمة الفلسطينـي، قال: أخبرنـي عبد الوهاب بن مـجاهد، عن أبـيه، فـي قول اللّه تعالـى: الر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ قال: بـين حلاله وحرامه. ١٤٤٩٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: الر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ أي واللّه لـمبـين تركيبه هداه ورشده. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، فـي قوله: الر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الـمُبِـينِ قال: بـين اللّه رشده وهداه. وقال آخرون فـي ذلك بـما: ١٤٤٩٨ـ حدثنـي سعيد بن عمرو السكونـي، قال: حدثنا الولـيد بن سلـمة، قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ أنه قال في قول اللّه عز وجل: الكِتابِ الـمُبِـينِ قال بـين الـحروف التـي سقطت عن ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف. والصواب من القول فـي ذلك عندي أن يقال: معناه: هذه آيات الكتاب الـمبـين، لـمن تلاه وتدبر ما فـيه من حلاله وحرامه ونهيه وسائر ما حواه من صنوف معانـيه لأن اللّه جل ثناؤه أخبر أنه مبـين، ولـم يخصّ إبـانته عن بعض ما فـيه دون جميعه، فذلك علـى جميعه، إذ كان جميعه مبـينا عما فـيه. |
﴿ ١ ﴾