| ١٢القول فـي تأويـل قوله تعالـى:{أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ }. واختلفت القراء فـي قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء أهل الـمدينة: (يَرْتَعِ ويَـلْعَبْ) بكسر العين من يرتع وبـالـياء فـي يرتع ويـلعب، علـى معنى (يفتعل) من الرعي: ارتعيت فأنا أرتعي. كأنهم وجهوا معنى الكلام إلـى: أرسله معنا غدا يرتع الإبل، ويـلعب. وَإنّا لَهُ لـحَافِظُونَ. وقرأ ذلك عامة قرّاء أهل الكوفة: أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ بـالـياء فـي الـحرفـين جميعا وتسكين العين، من قولهم: رتع فلان فـي ماله: إذا لهى فـيه ونعم وأنفقه فـي شهواته، ومن ذلك قولهم فـي مثل من الأمثال: (القَـيْدُ والرّتَعَة) ومنه قول القطامي: أكُفْرا بَعْدَ رَدّ الـمَوْتِ عَنّـيوبعدَ عَطائِكَ الـمِئَةَ الرّتاعَا وقرأ بعض أهل البصرة: (نَرْتَعْ) بـالنون (وَنَلْعَب) بـالنون فـيهما جميعا، وسكون العين من (نرتع) . ١٤٥٣٤ـ حدثنـي أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا حجاج، عن هارون، قال: كان أبو عمرو يقرأ: (نَرْتَع وَنَلْعَبْ) بـالنون، قال: فقلت لأبـي عمرو: كيف يقولون نلعب وهم أنبـياء؟ قال: لـم يكونوا يومئذ أنبـياء. وأولـى القراءة فـي ذلك عندي بـالصواب، قراءة من قرأه فـي الـحرفـين كلـيهما بـالـياء وبجزم العين فـي (يرتعْ) . لأن القوم إنـما سألوا إياهم إرسال يوسف معهم، وخدعوه بـالـخبر عن مسألتهم إياه ذلك عما لـيوسف فـي إرساله معهم من الفرح والسرور والنشاط بخروجه إلـى الصحراء وفسحتها ولعبه هنالك، لا بـالـخبر عن أنفسهم. وبذلك أيضا جاء تأويـل أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٤٥٣٥ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس ، قوله: أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ يقول: يسع وينشط. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس : يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: يـلهو، وينشط، ويسعى. ١٤٥٣٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: ينشط، ويـلهو. حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، بنـحوه. حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: يسعى، ويـلهو. ١٤٥٣٧ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي هشيـم، عن جويبر، عن الضحاك ، قوله: يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: يتلهى ويـلعب. حُدثت عن الـحسين بن الفرج، قال: سمعت أبـا معاذ، قال: حدثنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: يتلهى ويـلعب. ١٤٥٣٨ـ حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا عمرو بن مـحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: ينشط ويـلعب. قال: حدثنا عمرو، عن أسبـاط، عن السديّ: أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ: يـلهو. قال: حدثنا حسين بن علـيّ، عن شيبـان، عن قتادة: أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: ينشط، ويـلعب. حدثنـي الـحرث، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا نعيـم بن ضمضم العامري، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم، فـي قوله: أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ قال: يسعى، وينشط. وكأن الذين يقرءون ذلك: (يَرْتَعِ وَيَـلْعَبْ) بكسر العين من يرتعِ، يتأوّلونه علـى الوجه الذي: ١٤٥٣٩ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: (أرْسِلْهُ مَعَنا غَدا يَرْتَعْ وَيَـلْعَبْ) قال: يرعي غنـمه، وينظر ويعقل، فـيعرف ما يعرف الرجل. وكان مـجاهد يقول فـي ذلك بـما: ١٤٥٤٠ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا شبـابة، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: (نَرْتَعِ) : يحفظ بعضنا بعضا، نتكالأ، نتـحارس. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: (نَرْتَعِ) قال: يحفظ بعضنا بعضا، نتكالأ. حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد. وحدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد اللّه بن أبـي جعفر، عن وَرْقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، بنـحوه. ١٤٥٤١ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، بنـحوه. فتأويـل الكلام: أرسله معنا غدا نلهو ونلعب وننعم، وننشط فـي الصحراء، ونـحن حافظوه من أن يناله شيء يكرهه أو يؤذيه. | 
﴿ ١٢ ﴾