١٢

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {هُوَ الّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِىءُ السّحَابَ الثّقَالَ }.

يقول تعالـى ذكره: هُوَ الّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ يعني أن الربّ هو الذي يرى عبـاده البرق.

وقوله: هُوَ كناية اسمه جلّ ثناؤه، وقد بـيّنا معنى البرق فـيـما مضى وذكرنا اختلاف أهل التأويـل فـيه بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع. وقوله خَوْفـا

يقول: خوفـا للـمسافر من أذاه. وذلك أن البرق الـماء فـي هذا الـموضع، كما:

١٥٤١٧ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا موسى بن سالـم أبو جهضم، مولـى ابن عبـاس ، قال: كتب ابن عبـاس إلـى أبـي الـجلد يسأله عن البرق، فقال: البرق: الـماء.

وقوله وَطَمَعا

يقول: وطمعا للـمقـيـم أن يـمطر فـينتفع. كما:

١٥٤١٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عنقتادة، قوله: هُوَ الّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفـا وَطَمَعا

يقول: خوفـا للـمسافر فـي أسفـاره، يخاف أذاه ومشقته، وطمعا للـمقـيـم يرجو بركته ومنفعته ويطمع فـي رزق اللّه .

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: خَوْفـا وطَمَعا خوفـا للـمسافر، وطمعا للـمقـيـم.

وقوله: وَيُنْشِىءُ السّحابَ الثّقالَ: ويثـير السحاب الثقال بـالـمطر، ويبدئه، يقال منه: أنشأ اللّه السحاب: إذا أبدأه، ونشأ السحاب: إذا بدأ ينشأ نشأً. والسحاب فـي هذا الـموضع وإن كان فـي لفظ واحد فإنها جمع واحدتها سحابة، ولذلك قال: (الثقال) ، فنعتها بنعت الـجمع، ولو كان جاء: السحاب الثقـيـل كان جائزا، وكان توحيدا للفظ السحاب، كما قـيـل: جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشّجَرِ الأخْضَرِ نارا.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

١٥٤١٩ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا شبـابة، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: وَيُنْشِىءُ السّحابَ الثّقالَ قال: الذي فـيه الـماء.

حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله.

حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله.

قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد اللّه ، عن ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله.

حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد: وَيُنْشِىءُ السّحابَ الثّقالَ قال: الذي فـيه الـماء.

﴿ ١٢