٢٠القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {الّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّه وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ } يقول تعالـى ذكره: إنـما يتعظ ويعتبر بآيات اللّه أولو الألبـاب الذين يوفون بوصية اللّه التـي أوصاهم. ولا ينقضُونَ الـميثاقَ ولا يخالفون العهد الذي عاهدوا اللّه علـيه إلـى خلافه، فـيعملوا بغير ما أمرهم به ويخالفوا إلـى ما نهى عنه. وقد بـيّنا معنى العهد والـميثاق فـيـما مضى بشواهده، فأغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٥٤٧٢ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا هشام، عن عمرو، عن سعيد، عن قتادة، قال: إنّـمَا يَتَذَكّرُ أُولُوا الألْبـابِ فبـين من هم، فقال: الّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّه وَلا يَنْقُضُونَ الـمِيثاقَ فعلـيكم بوفـاء العهد، ولا تنقضوا هذا الـميثاق، فإن اللّه تعالـى قد نهى وقدّم فـيه أشدّ التقدمة، فذكره فـي بضع وعشرين موضعا، نصيحة لكم وتقدمة إلـيكم وحُجّة علـيكم، وإنـما يعظم الأمر بـما عظّمه اللّه به عند أهل الفهم والعقل، فعظّموا ما عظم اللّه قال قتادة: وذُكر لنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول فـي خطبته: (لا إيـمَانَ لِـمَنْ لا أمانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِـمَنْ لا عَهْدَ لَهُ) . |
﴿ ٢٠ ﴾