٥القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىَ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ ...}. يقول تعالـى ذكره: ولقد أرسلنا موسى بأدلتنا وحججنا من قبلك يا مـحمد، كما أرسلناك إلـى قومك بـمثلها من الأدلة والـحجج. كما: ١٥٦٣٥ـ حدثنا مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح (ح) وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن الأشيب، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد(ح) وحدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا شبـابة، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قول اللّه :وَلَقَدْ أرْسَلْنا مُوسَى بآياتِنا قال: بـالبـينات. ١٥٦٣٦ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: وَلَقَدْ أرْسَلْنا مُوسَى بآياتِنا قال: التسع الاَيات: الطوفـان وما معه. حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، : أرْسَلْنا مُوسَى بآياتِنا قال: التسع البـينات. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله. وقوله: أنْ أخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظّلُـماتِ إلـى النّورِ كما أنزلنا إلـيك يا مـحمد هذا الكتاب، لتـخرج الناس من الظلـمات إلـى النور بـاذْنِ رَبّهِمْ، و يعني ب قوله: أنْ أخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظّلُـماتِ إلـى النّورِ: أي ادعهم من الضلالة إلـى الهُدى، ومن الكفر إلـى الإيـمان. كما: ١٥٦٣٧ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله: وَلَقَدْ أرْسَلْنا مُوسَى بآياتِنا أنْ أخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظّلُـماتِ إلـى النّورِ يقول: من الضلالة إلـى الهُدى. ١٥٦٣٨ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا هشام، عن عمرو، عن سعيد، عن قتادة، مثله. وقوله: وَذَكّرْهُمْ بأيّامِ اللّه يقول عزّ وجلّ: وعظهم بـما سلف من نعمي علـيهم فـي الأيام التـي خـلت. فـاجتزىء بذكر الأيام من ذكر النعم التـي عناها، لأنها أيام كانت معلومة عندهم، أنعم اللّه علـيهم فـيها نعما جلـيـلة، أنقذهم فـيها من آل فرعون بعد ما كانوا فـيـما كانوا من العذاب الـمهين، وغرق عدوّهم فرعون وقومه، وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم. وكان بعض أهل العربـية يقول: معناه: خوّفهم بـما نزل بعاد وثمود وأشبـاههم من العذاب، وبـالعفو عن الاَخرين. قال: وهو فـي الـمعنى كقولك: خذهم بـالشدّة واللـين. وقال آخرون منهم: قد وجدنا لتسمية النعم بـالأيام شاهدا فـي كلامهم. ثم استشهد لذلك بقول عمرو بن كلثوم: وأيّامٍ لَنا غُرَ طِوَالٍعَصَيْنا الـمَلْكَ فِـيها أنْ نَدِينا وقال: فقد يكون إنـما جعلها غرّا طوالاً لإنعامهم علـى الناس فـيها. وقال: فهذا شاهد لـمن قال: وَذَكّرْهمْ بأيّامِ اللّه بنعم اللّه . ثم قال: وقد يكون تسميتها غرّا، لعلوّهم علـى الـملك وامتناعهم منه، فأيامهم غرّ لهم وطوال علـى أعدائهم. قال أبو جعفر: ولـيس للذي قال هذا القول، من أن فـي هذا البـيت دلـيلاً علـى أن الأيام معناها النعم وجهٌ، لأن عمرو بن كلثوم إنـما وصف ما وصف من الأيام بأنها غرّ، لعزّ عشيرته فـيها، وامتناعهم علـى الـملك من الإذعان له بـالطاعة، وذلك كقول الناس: ما كان لفلان قطّ يوم أبـيض، يعنون بذلك: أنه لـم يكن له يوم مذكور بخير. وأما وصفه إياها بـالطول، فإنها لا توصف بـالطول إلا فـي حال شدّة، كما قال النابغة: كِلِـينـي لِهَمَ يا أُمَيْـمَةَ ناصِبِولَـيْـلٍ أُقاسِيهِ بَطِيءِ الكَوَاكِبِ فإنـما وصفها عمرو بـالطول لشدّة مكروهها علـى أعداء قومه، ولا وجه لذلك غير ما قلت. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٥٦٣٩ـ حدثنـي يحيى بن طلـحة الـيربوعي، قال: حدثنا فضيـل بن عياض، عن لـيث، عن مـجاهد: وَذَكّرْهُمْ بأيّامِ اللّه قال: بأنعم اللّه . حدثنـي إسحاق بن إبراهيـم بن حبـيب بن الشهيد. قال: حدثنا يحيى بن يـمان، عن سفـيان، عن عبـيد الـمكّتب عن مـجاهد: وَذَكّرْهُمْ بأيّامِ اللّه قال: بنعم اللّه . حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفـيان، عن عبـيد الـمكتب، عن مـجاهد، مثله. حدثنا أحمد، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبثر، عن حصين، عن مـجاهد، مثله. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى (ح) وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: بأيّامِ اللّه قال: بنعم اللّه . حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا شبـابة، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله. ١٥٦٤٠ـ حدثنـي الـمثنى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: وَذَكّرْهُمْ بأيّامِ اللّه قال: بـالنعم التـي أنعم بها علـيهم: أنـجاهم من آل فرعون، وفلق لهم البحر، وظلّل علـيهم الغمام، وأنزل علـيهم الـمنّ والسلوى. ١٥٦٤١ـ حدثنا أحمد، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا حبـيب بن حسان، عن سعيد بن جبـير: وَذَكّرْهُمْ بأيّامِ اللّه قال: بنعم اللّه . ١٥٦٤٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: وَذَكّرْهُمْ بأيّامِ اللّه يقول: ذكرهم بنعم اللّه علـيهم. حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: وَذَكّرْهُمْ بأيامِ اللّه قال: بنعم اللّه . ١٥٦٤٣ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قول اللّه :وَذَكّرْهُمْ بأيّامِ اللّه قال: أيامه التـي انتقم فـيها من أهل معاصيه من الأمـم خوْفهم بها، وحذّرهم إياها، وذكّرهم أن يصيبهم ما أصاب الذين من قبلهم. ١٥٦٤٤ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا الـحِمّانـي، قال: حدثنا مـحمد بن أبـان، عن أبـي إسحاق، عن سعد بن جبـير، عن ابن عبـاس . عن أُبَـيّ، عن النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم: وَذَكّرْهُمْ بأيّامِ اللّه قال: (نِعَم اللّه ) . ١٥٦٤٥ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبـيد اللّه أو غيره، عن مـجاهد: وَذَكّرْهُمْ بأيّامِ اللّه قال: بنعم اللّه . إنّ فِـي ذلكَ لاَياتٍ لِكُلّ صَبّـارٍ شَكُورٍ يقول: إن فـي الأيام التـي سلفت بنعمي علـيهم، يعني علـى قوم موسى لاَيات، يعني : لعبرا ومواعظَ لكل صبّـار شكور: يقول: لكلّ ذي صبر علـى طاعة اللّه وشكر له علـى ما أنعم علـيه من نعمه. ١٥٦٤٦ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا هشام، عن عمرو، عن سعيد، عن قتادة، في قول اللّه عز وجل: إنّ فِـي ذلكَ لاَياتٍ لِكُلّ صَبّـارٍ شَكُورٍ قال: نَعْم العبد، عبد إذا ابتلـى صبر وإذا أُعطى شكر. |
﴿ ٥ ﴾