٧القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَإِذْ تَأَذّنَ رَبّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }. 
 يقول جلّ ثناؤه: واذكروا أيضا حين آذنكم ربكم. وتأذّن: تفعّل من أذن، والعرب ربـما وضعت (تفعّل) موضع (أفعل) ، كما قالوا: أوعدته وتوعدته بـمعنى واحد، وآذن: أعلـم، كما قال الـحارث بن حِلّزة: آذَنَتْنا بِبَـيْنِها أسمْاءُرُبّ ثاوٍ يُـمَلّ مِنْهُ الثّوَاءُ يعني ب قوله: آذنتنا: أعلـمتنا. وذُكر عن ابن مسعود رضي اللّه عنه أنه كان يقرأ وَإذْ تَأذّنَ رَبّكُمْ (وإذ قال ربكم) . ١٥٦٤٨ـ حدثنـي بذلك الـحارث، قال: ثنـي عبد العزيز، قال: حدثنا سفـيان، عن الأعمش عنه حدثنـي يونس قال: أخبرنا ابن وبه، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: وَإذْ تَأذّنَ رَبّكُمْ: وإذ قال ربكم ذلك التأذّن. وقوله: لَئِنْ شَكَرْتُـمْ لأَزِيدَنّكُمْ يقول: لئن شكرتـم ربكم بطاعتكم إياه فـيـما أمركم ونهاكم لأزيدنكم فـي أياديه عندكم ونعمه علـيكم علـى ما قد أعطاكم من النـجاة من آل فرعون والـخلاص من عذابهم. وقـيـل فـي ذلك قول غيره، وهو ما: ١٥٦٤٩ـ حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: حدثنا الـحسن بن الـحسن، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك، قال: سمعت علـيّ بن صالـح، يقول في قول اللّه عز وجل: لَئِنْ شَكَرْتُـمْ لأَزِيدَنّكم قال: أي من طاعتـي. حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك قال: سمعت علـيّ بن صالـح، فذكر نـحوه. ١٥٦٥٠ـ حدثنـي أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفـيان: لئنْ شَكَرْتُـمْ لأَزِيدَنّكُمْ قال: من طاعتـي. ١٥٦٥١ـ حدثنـي الـحارث، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن أبـان بن أبـي عياش، عن الـحسن، فـي قوله: لَئِنْ شَكَرْتُـمْ لأَزيدَنّكُمْ قال: من طاعتـي. ولا وجه لهذا القول يفهم، لأنه لـم يجر للطاعة فـي هذا الـموضع ذكر، فـيقال: إن شكرتـمونـي علـيها زدتكم منها، وإنـما جرى ذكر الـخبر عن إنعام اللّه علـى قوم موسى ب قوله: وَإذْ قالَ مُوسَى لقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّه عَلَـيْكُمْ ثم أخبرهم أن اللّه أعلـمهم إن شكروه علـى هذه النعمة زادهم، فـالواجب فـي الـمفهوم أن يكون معنى الكلام: زادهم من نعمه، لا مـما لـم يجر له ذكر من الطاعة، إلا أن يكون أريد به: لئن شكرتـم فأطعتـمونـي بـالشكر لأزيدنكم من أسبـاب الشكر ما يعينكم علـيه، فـيكون ذلك وجها. وقوله: وَلَئِنْ كَفَرْتُـمْ إنّ عَذَابِـي لَشَدِيدٌ يقول: ولئن كفرتـم أيها القوم نعمة اللّه ، فجحدتـموها، بترك شكره علـيها، وخلافه فـي أمره ونهيه وركوبكم معاصيَه إنّ عَذَابِـي لَشَدِيدٌ: أعذّبكم كما أعذّب من كفر بـي من خـلقـي. وكان بعض البصريـين يقول فـي معنى قوله: وَإذْ تَأذّنَ رَبّكُمْ وتأذّن ربكم. و يقول: (إذ) من حروف الزوائد. وقد دللنا علـى فساد ذلك فـيـما مضى قبل.  | 
	
﴿ ٧ ﴾