١٣

القول فـي تأويـل قوله تعالـى:

{وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَذّكّرُونَ }.

 يعني جل ثناؤه ب قوله: ومَا ذَرأَ لَكُمْ وسخر لكم ما ذرأ: أي ما خـلق لكم فـي الأرض مختلفـا ألوانه من الدواب والثمار. كما:

١٦٢٤٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ومَا ذَرأَ لَكُمْ فِـي الأرْضِ

يقول: وما خـلق لكم مختلفـا ألوانه من الدوابّ ومن الشجر والثمار، نِعَم من اللّه متظاهرة فـاشكروها لله.

١٦٢٥٠ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: من الدوابّ والأشجار والثمار.

ونصب قوله: (مختلفـا) لأن قوله: (وَما) فـي موضع نصب بـالـمعنى الذي وصفت. وإذا كان ذلك كذلك، وجب أن يكون (مختلفـا ألوانه) حالاً من (ما) ، والـخبر دونه تامّ، ولو لـم تكن (ما) فـي موضع نصب، وكان الكلام مبتدأ من قوله: وَما ذَرأَ لَكُمْ لـم يكن فـي مختلف إلا الرفع، لأنه كان يصير مرافع (ما) حينئذ.

﴿ ١٣