٢

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَيّماً لّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مّن لّدُنْهُ وَيُبَشّرَ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً }.

يقول تعالـى ذكره: أنزل علـى عبده القرآن معتدلاً مستقـيـما لا عوج فـيه لـينذركم أيها الناس بأسا من اللّه شديدا. وعنى بـالبأس العذاب العاجل، والنكال الـحاضر والسطوة.

و قوله: مِنْ لَدُنْهُ يعني : من عند اللّه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

١٧٢٤٠ـ حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن مـحمد بن إسحاق لِـيُنْذِرَ بَأْسا شَدِيدا عاجل عقوبة فـي الدنـيا وعذابـا فـي الاَخرة. مِنْ لَدنْهِ: أي من عند ربك الذي بعثك رسولاً.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، بنـحوه.

١٧٢٤١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: مِنْ لَدُنْهُ: أي من عنده.

فإن قال قائل: فأين مفعول قوله لِـيُنْذَرِ فإن مفعوله مـحذوف اكتفـى بدلالة ما ظهر من الكلام علـيه من ذكره، وهو مضمر متصل بـينذر قبل البأس، كأنه

قـيـل: لـينذركم بأسا، كما

قـيـل: يُخَوّفُ أوْلِـياءَهُ إنـما هو: يخوّفكم أولـياءه.

و قوله: وَيُبَشّرَ الـمُؤْمِنِـينَ يقول: ويبشر الـمصدقـين اللّه ورسوله الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِـحات وهو العمل بـما أمر اللّه بـالعمل به، والانتهاء عما نهى اللّه عنه أنّ لَهُمْ أجْرا حَسَنا يقول: ثوابـا جزيلاً له من اللّه علـى إيـمانهم بـاللّه ورسوله، وعملهم فـي الدنـيا الصالـحات من الأعمال، وذلك الثواب: هو الـجنة التـي وعدها الـمتقون.

﴿ ٢