٨و قوله: وَإنّا لَـجاعلُونَ ما عَلَـيْها صَعِيدا جُرزا يقول عزّ ذكره: وإنـما لـمخرّبوها بعد عمارتناها بـما جعلنا علـيها من الزينة، فمصيروها صعيدا جرزا لا نبـات علـيها ولا زرع ولا غرس. وقد قـيـل: إنه أريد بـالصعيد فـي هذا الـموضع: الـمستوي بوجه الأرض، وذلك هو شبـيه بـمعنى قولنا فـي ذلك. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، وبـمعنى الـجرز، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٧٢٥٤ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عباس ، قوله: وإنّا لَـجَاعِلُونَ ما عَلَـيْها صَعِيدا جُرُزا يقول: يهلك كلّ شيء علـيها ويبـيد. ١٧٢٥٥ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد صَعِيدا جُرُزا قال: بلقعا. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد ، مثله. ١٧٢٥٦ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: وَإنّا لَـجاعلُونَ ما عَلَـيْها صَعيدا جُرُزا والصعيد: الأرض التـي لـيس فـيها شجر ولا نبـات. ١٧٢٥٧ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سَلَـمة، عن ابن إسحاق وَإنّا لَـجَاعِلُونَ ما عَلَـيْها صَعِيدا جُرُزا يعني : الأرض إن ما علـيها لفـانٍ وبـائد، وإن الـمرجع لإلـيّ، فلا تأس، ولا يحزنك ما تسمع وترى فـيها. ١٧٢٥٨ـ حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: صَعِيدا جُزُرا قال: الـجزر: الأرض التـي لـيس فـيها شيء، ألا ترى أنه يقول: أوَ لَـمْ يَرَوْا أنّا نَسُوقُ الـماءَ إلـى الأرْضِ الـجُرُزِ فنُـخْرِجُ بِهِ زَرْعا قال: والـجرز: لا شيء فـيها، لا نبـات ولا منفعة. والصعيد: الـمستوي. وقرأ: لاَ تَرَى فِـيها عِوَجا وَلا أمْتا قال: مستوية: يقال: جُرِزت الأرض فهي مـجروزة، وجرزها الـجراد والنعم، وأرَضُون أَجْراز: إذا كانت لا شيء فـيها. ويقال للسنة الـمـجدبة: جُرُز وسنون أجراز لـجدوبها ويبسها وقلّة أمطارها قال الراجز: قَدْ جَرَفَتْهُنّ السّنُونُ الأجْرَازْ يقال: أجرز القوم: إذا صارت أرضهم جُرُزا، وجَرَزوا هم أرضهم: إذا أكلوا نبـاتها كله. |
﴿ ٨ ﴾