١٢و قوله: ثُمّ بَعَثْناهُمْ لنَعْلَـمَ أيّ الـحِزْبَـيْنِ أحْصَى يقول: ثم بعثنا هؤلاء الفتـية الذين أوَوْا إلـى الكهف بعد ما ضربنا علـى آذانهم فـيه سنـين عددا من رقدتهم، لـينظر عبـادي فـيعلـموا بـالبحث، أيّ الطائفتـين اللتـين اختلفتا فـي قدر مبلغ مُكْث الفتـية فـي كهفهم رقودا أحْصَى لِـمَا لَبِثُوا أمَدا يقول: أصوب لقدر لبثهم فـيه أمدا و يعني بـالأمد: الغاية، كما قال النابغة: إلاّ لـمِثْلِكَ أوْ مَنْ أنْتَ سابِقُهُسَبْقَ الـجَوَادِ إذا اسْتَوْلَـى علـى الأمَدِ وذُكر أن الذين اختلفوا فـي ذلك من أمورهم، قوم من قوم الفتـية، فقال بعضهم: كان الـحزبـان جميعا كافرين. وقال بعضهم: بل كان أحدهما مسلـما، والاَخر كافرا. ذكر من قال: كان الـحزبـان من قوم الفتـية: ١٧٢٨٣ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد أيّ الـحِزْبـينِ من قوم الفتـية. حدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، بنـحوه. حدثنـي القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد ، مثله. ١٧٢٨٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله ثُمّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَـمَ أيّ الـحِزْبَـيْنِ أحْصَى لِـما لَبِثُوا أمَدا يقول: ما كان لواحد من الفريقـين علـم، لا لكفـارهم ولا لـمؤمنـيهم. وأما قوله: أمَدا فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي معناه، فقال بعضهم: معناه: بعيدا. ذكر من قال ذلك: ١٧٢٨٥ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد اللّه ، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عباس ، قوله لِـمَا لَبِثُوا أمَدا يقول: بعيدا. وقال آخرون: معناه: عددا. ذكر من قال ذلك: ١٧٢٨٦ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد أمَدا قال: عددا. حدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، مثله. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد ، مثله. وفـي نصب قوله أمَدا وجهان: أحدهما أن يكون منصوبـا علـى التفسير من قوله أحْصَى كأنه قـيـل: أيّ الـحزبـين أصوب عددا لقدر لبثهم. وهذا هو أولـى الوجهين فـي ذلك بـالصواب، لأن تفسير أهل التفسير بذلك جاء. والاَخر: أن يكون منصوبـا بوقوع قوله لَبِثُوا علـيه، كأنه قال: أيّ الـحزبـين أحصى للبثهم غاية. |
﴿ ١٢ ﴾