١٤

و قوله: وَرَبَطْنا علـى قُلُوبِهمْ يقول عزّ ذكره: وألهمناهم الصبر، وشددنا قلوبهم بنور الإيـمان حتـى عزفت أنفسهم عما كانوا علـيه من خفض العيش، كما:

١٧٢٨٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد عن قتادة وَرَبَطْنا علـى قُلُوبِهمْ يقول: بـالإيـمان.

و قوله: إذْ قامُوا فقالُوا رَبّنا رَبّ السّمَوَاتِ والأرْضِ يقول: حين قاموا بـين يدي الـجبـار دقـينوس، فقالوا له إذ عاتبهم علـى تركهم عبـادة آلهته: ربّنا رَبّ السّمَوَاتِ والأرْضِ يقول: قالوا ربنا ملك السموات والأرض وما فـيهما من شيء، وآلهتك مربوبة، وغير جائز لنا أن نترك عبـادة الربّ ونعبد الـمربوب لَنْ نَدْعُوَ منْ دُونِه إلَها يقول: لن ندعو من دون ربّ السموات والأرض إلها، لأنه لا إله غيره، وإن كلّ ما دونه فهو خـلقه لَقَدْ قُلْنا إذا شَططا

يقول جلّ ثناؤه: لئن دعونا إلها غير إله السموات والأرض، لقد قلنا إذن بدعائنا غيره إلها، شططا من القول: يعني غالـيا من الكذب، مـجاوزا مقداره فـي البطول والغلوّ: كما قال الشاعر:

ألا يا لَقَوْمي قَدْ أشْطَتْ عَوَاذِلـيويزْعُمْنَ أنْ أوْدَى بِحَقّـيَ بـاطلـي

يقال منه: قد أشط فلان فـي السوم إذا جاوز القدر وارتفع، يشطّ إشطاطا وشططا. فأما من البعد فإنـما يقال: شطّ منزل فلان يشطّ شطوطا ومن الطول: شطت الـجارية تشطّ شطاطا وشطاطة: إذا طالت. وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل قوله شَطَطا قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

١٧٢٨٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله لَقَدْ قُلْنا إذا شَطَطا يقول كذبـا.

١٧٢٨٩ـ حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله لَقَدْ قُلْنا إذا شَطَطا قال: لقد قلنا إذن خطأ، قال: الشطط: الـخطأ من القول.

﴿ ١٤