٨٠الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا...} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَأَمَّا الْغُلَامُ، فَإِنَّهُ كَانَ كَافِرًا، وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ، فَعَلِمْنَا أَنَّهُ [ص:٣٥٧] يُرْهِقُهُمَا. يَقُولُ: يُغْشِيهِمَا طُغْيَانًا، وَهُوَ الِاسْتِكْبَارُ عَلَى اللّه ، وَكُفْرًا بِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ الْحُرُوفِ. وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا ذكر من قال ذلك: ١٧٥٣٠ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة : (وأمّا الغُلامُ فَكانَ كافِرا) فـي حرف أُبـيّ، وكان أبواه مؤمنـين فأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبّهُمَا خَيْرا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْما. ١٧٥٣١ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة وَأمّا الغُلامُ فَكانَ أبَوَاه مُوْمِنَـيْنِ وكان كافرا بعض القراءة. و قوله: فَخَشِينا وهي فـي مصحف عبد اللّه : (فخَافَ رَبّكَ أنْ يُرْهِقَهُما طُغْيانا وكُفْرا) . ١٧٥٣٢ـ حدثنا عمرو بن علـيّ، قال: حدثنا أبو قتـيبة، قال: حدثنا عبد الـجبـار بن عباس الهمْدانـي، عنا بن إسحاق، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عباس ، عن أبـيّ بن كعب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (الغُلامُ الّذِي قَتَلَهُ الـخَضِرُ طُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كافِرا) . والـخشية والـخوف توجههما العرب إلـى معنى الظنّ، وتوجه هذه الـحروف إلـى معنى العلـم بـالشيء الذي يُدرك من غير جهة الـحسّ والعيان. وقد بـيّنا ذلك بشواهده فـي غير هذا الـموضع، بـما أغنى عن إعادته. وكان بعض أهل العربـية من أهل البصرة يقول: معنى قوله خَشِينا فـي هذا الـموضع: كرهنا، لأنّ اللّه لا يخشَى. وقال فـي بعض القراءات: فخاف ربكُ، قال: وهو مثل خفت الرجلـين أن يعولا، وهو لا يخاف من ذلك أكثر من أنه يكرهه لهما. |
﴿ ٨٠ ﴾