٩٦القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتّىَ إِذَا سَاوَىَ بَيْنَ الصّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُواْ ...}. يقول عزّ ذكره: قال ذو القرنـين للذين سألوه أن يجعل بـينهم وبـين يأجوج ومأجوج سدّا آتونِـي أي جيئونـي بِزُبَر الـحديد، وهي جمع زُبْرة، والزّبْرة: القطعة من الـحديد. كما: ١٧٦٠١ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد اللّه ، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عباس ، قوله: زُبَرَ الـحَدِيدِ يقول: قطع الـحديد. حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عباس ، قوله: آتُونِـي زُبَرَ الـحَدِيدِ قال: قطع الـحديد. ١٧٦٠٢ـ حدثنـي إسماعيـل بن سيف، قال: حدثنا علـيّ بن مسهر، عن إسماعيـل، عن أبـي صالـح، قوله: زُبَرَ الـحَدِيدِ قال: قطع الـحديد. ١٧٦٠٣ـ حدثنـي مـحمد بن عمارة الأسديّ، قال: حدثنا عبـيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيـل، عن أبـي يحيى عن مـجاهد ، قوله: آتُونِـي زُبَرَ الـحَدِيدِ قال: قطع الـحديد. ١٧٦٠٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة آتُونِـي زُبَرُ الـحَدِيدِ: أي فَلَق الـحديث. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ، فـي قوله: آتُونِـي زُبَرُ الـحَدِيدِ قال: قطع الـحديد. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس : آتُونِـي زُبَرَ الـحَدِيدِ قال: قطع الـحديد. و قوله: حتـى إذَا ساوَى بـينَ الصّدفَـيْنِ يقول عزّ ذكره: فآتُوهُ زُبَر الـحديد، فجعلها بـين الصدفـين حتـى إذا ساوى بـين الـجبلـين بـما جعل بـينهما من زُبر الـحديد، ويقال: سوّى. والصدفـان: ما بـين ناحيتـي الـجبلـين ورؤوسهما ومنه قوله الراجز: قدْ أخَذَتْ ما بـينَ عَرْضِ الصّدُفَـيْنِناحِيَتَـيْها وأعالـي الرّكْنَـيْنِ وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٧٦٠٥ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد اللّه ، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عباس ، قوله بـينَ الصّدَفَـيْنِ يقول: بـين الـجبلـين. حدثنـي مـحمد، بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عباس : حتـى إذَا بَلَغَ بـينَ السّدّيْنِ قال: هو سدّ كان بـين صَدَفـين، والصدفـان: الـجبلان. ١٧٦٠٦ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى (ح) وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، قوله: الصّدَفَـيْنِ رؤوس الـجبلـين. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد ، مثله. ١٧٦٠٧ـ حُدثت عن الـحسين بن الفرج، قال: سمعت أبـا مُعاذ يقول: حدثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: بـينَ الصّدَفَـيْنِ يعني الـجبلـين، وهما من قبل أرمينـية وأذربـيجان. ١٧٦٠٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة حتـى إذَا ساوَى بـينَ الصّدَفَـيْنِ وهما الـجبلان. ١٧٦٠٩ـ حدثنـي أحمد بن يوسف، قال: أخبرنا القاسم، قال: حدثنا هشيـم، عن مغيرة، عن إبراهيـم أنه قرأها: بـينَ الصّدَفَـيْنِ منصوبة الصاد والدال، وقال: بـين الـجبلـين، وللعرب فـي الصدفـين: لغات ثلاث، وقد قرأ بكلّ واحدة منها جماعة من القراء: الفتـح فـي الصاد والدال، وذلك قراءة عامة قرّاء أهل الـمدينة والكوفة والضمّ فـيهما، وهي قراءة أهل البصرة والضم فـي الصاد وتسكين الدال، وذلك قراءة بعض أهل مكة والكوفة. والفتـح فـي الصاد والدال أشهر هذه اللغات، والقراءة بها أعجب إلـيّ، وإن كنت مستـجيزا القراءة بجميعها، لاتفـاق معانـيها. وإنـما اخترت الفتـح فـيهما لـما ذكرت من العلة. و قوله: قالَ انْفُخُوا يقول عزّ ذكره، قال للفعلة: انفخوا النار علـى هذه الزّبر من الـحديد. و قوله: حتـى إذَا جَعَلَهُ نارا وفـي الكلام متروك، وهو فنفخوا، حتـى إذا جعل ما بـين الصدفـين من الـحديد نارا قالَ آتُونِـي أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قَطْرا فـاختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الـمدينة والبصرة، وبعض أهل الكوفة: قالَ آتُونِـي بـمدّ الألف من آتُونِـي بـمعنى: أعطونـي قطرا أفرغ علـيه. وقرأه بعض قرّاء الكوفة، قال: (ائْتُونِـي) بوصل الألف، بـمعنى: جيئونـي قِطْرا أفرغ علـيه، كما علـيه: أخذت الـخطام، وأخذت بـالـخطام، وجئتك زيدا، وجئتك بزبر. وقد يتوجه معنى ذلك إذا قرىء كذلك إلـى معنى أعطونـي، فـيكون كأنه قارئه أراد مدّ الألف من آتونـي، فترك الهمزة الأولـى من آتونـي، وإذا سقطت الأولـى همز الثانـية.) و قوله: أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قِطْرا يقول: أصبّ علـيه قطرا، والقِطْر: النّـحاس. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٧٦١٠ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عباس ، قوله أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قِطْرا قال: القِطر: النـحاس. ١٧٦١١ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، مثله. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، مثله. ١٧٦١٢ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا مُعاذ يقول: حدثنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قِطْرا: يعني النـحاس. ١٧٦١٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قِطْرا أي النـحاس لـيـلزمه به. حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ، فـي قوله أُفْرِغْ عَلَـيْهِ قِطْرا قال: نـحاسا. وكان بعض أهل العلـم بكلام العرب من أهل البصرة يقول: القِطر: الـحديد الـمذاب، ويستشهد لقوله ذلك بقول الشاعر: حُساما كَلَوْنِ الـمِلْـحِ صَافٍ حَديدُهجُزَارا مِنَ اقْطارِ الـحَديدِ الـمُنَعّتِ |
﴿ ٩٦ ﴾