٩٧

و قوله: فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ يقول عزّ ذكره: فما اسطاع يأجوج ومأجوج أن يَعلُوا الردم الذي جعله ذو القرنـين حاجزا بـينهم، وبـين من دونهم من الناس، فـيصيروا فوقه وينزلوا منه إلـى الناس.

يقال منه: ظهر فلان فوق البـيت: إذا علاه ومنه قول الناس: ظهر فلان علـى فلان: إذا قهره وعلاه. وَما اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبـا يقول: ولـم يستطيعوا أن ينقبوه من أسفله. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

١٧٦١٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ من قوله: وَما اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبـا: أي من أسفله.

حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ، فـي قوله فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ قال: ما استطاعوا أن ينزعوه.

حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا أبو سفـيان، عن معمر، عن قتادة فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ قال: أن يرتقُوه وَما اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبـا.

١٧٦١٥ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ قال: أن يرتقُوه وَما اسْتَطاعُوا لَهْ نَقْبـا.

حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثن حجاج، عن ابن جريج فَمَا اسْطاعُوا أنْ يَظْهَرُوهُ قال: يعلوه وَما اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبـا: أي ينقبوه من أسفله.

واختلف أهل العربـية فـي وجه حذف التاء من قوله: فَمَا اسْطاعُوا فقال بعض نـحويـي البصرة: فعل ذلك لأن لغة العرب أن تقول: اسطاع يسطيع، يريدون بها: استطاع يستطيع، ولكن حذفوا التاء إذا جُمعت مع الطاء ومخرجهما واحد. قال: وقال بعضهم: استاع، فحذف الطاء لذلك. وقال بعضهم: أسطاع يسطيع، فجعلها من القطع كأنها أطاع يطيع، فجعل السين عوضا من إسكان الواو. وقال بعض نـحويـيّ الكوفة: هذا حرف استعمل فكثر حتـى حذف.

﴿ ٩٧