٣

و قوله: إلاّ تَذْكِرَةً لِـمَنْ يَخْشَى

يقول تعالـى ذكره: ما أنزلنا علـيك هذا القرآن إلاّ تذكرة لـمن يخشى عقاب اللّه ، فـيتقـيه بأداء فرائض ربه واجتناب مـحارمه، كما:

١٨٠٩٣ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: إلاّ تَذْكِرَةً لِـمَنْ يَخْشَى وإن اللّه أنزل كتبه، وبعث رسله رحمة رحم اللّه بها العبـاد، لـيتذكر ذاكر، وينتفع رجل بـما سمع من كتاب اللّه ، وهو ذكر له أنزل اللّه فـيه حلاله وحرامه، فقال: تَنْزِيلاً مِـمّنْ خَـلَقَ الأرْضَ والسّمَوَاتِ العُلَـى.

١٨٠٩٤ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: إلاّ تَذْكِرَةً لِـمَنْ يَخْشَى قال: الذي أنزلناه علـيك تذكرة لـمن يخشى.

فمعنى الكلام إذن: يا رجل ما أنزلنا علـيك هذا القرآن لتشقـى به، ما أنزلناه إلاّ تذكرة لـمن يخشى.

وقد اختلف أهل العربـية فـي وجه نصب تذكرة، فكان بعض نـحويـي البصرة يقول: قال: إلاّ تذكرة بدلاً من قوله لتشقـى، فجعله: ما أنزلنا علـيك القرآن إلاّ تذكرة. وكان بعض نـحويـي الكوفة يقول: نصبت علـى قوله: ما أنزلناه إلاّ تذكرة. وكان بعضهم ينكر قول القائل: نصبت بدلاً من قوله لِتَشْقَـى، ويقول: ذلك غير جائز، لأن لِتَشْقَـى فـي الـجحد، و إلاّ تَذْكِرَةً فـي التـحقـيق، ولكنه تكرير. وكان بعضهم يقول: معنى الكلام: ما أنزلنا علـيك القرآن إلاّ تذكرة لـمن يخشى، لا لتشقـى.

﴿ ٣