٨

وأما قوله تعالـى ذكره: اللّه لا إلهَ إلاّ هُوَ فإنه يعني به: الـمعبود الذي لا تصلـح العبـادة إلاّ له. يقول: فإياه فـاعبدوا أيها الناس دون ما سواه من الاَلهة والأوثان لَهُ الأسْماءُ الـحُسْنَى

يقول جلّ ثناؤه: لـمعبودكم أيها الناس الأسماء الـحسنى، فقال: الـحسنى، فوحّد، وهو نعت للأسماء، ولـم يقل الأحاسن، لأن الأسماء تقع علـيها هذه، فـيقال: هذه أسماء، وهذه فـي لفظة واحدة ومنه قول الأعشى:

وَسَوْفَ يُعْقِبُنِـيهِ إنْ ظَفِرْتُ بِهِرَبّ غَفُورٌ وَبِـيضٌ ذاتُ أطْهارِ

فوحد ذات، وهو نعت للبـيض لأنه يقع علـيه هذه، كما قال: حَدائقَ ذاتَ بهجةٍ ومنه قوله جلّ ثناؤه: مآرِبُ أُخْرَى فوحد أخرى، وهي نعت لـمآرب، والـمآرب: جمع، واحدتها: مأربة، ولـم يقل أُخر، لـما وصفنا، ولو

قـيـل: أُخَر، لكان صوابـا.

﴿ ٨