١٠إذْ رأى نارا؟ ذكر أن ذلك كان فـي الشتاء لـيلاً، وأن موسى كان أضلّ الطريق فلـما رأى ضوء النار قالَ لأَهْلِهِ ما قال. ذكر من قال ذلك: ١٨١٠٧ـ حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ، عن أبـي مالك، وعن أبـي صالـح، عن ابن عباس ، قال: لـما قضى موسى الأجل، سار بأهله فضلّ الطريق. قال عبد اللّه بن عباس : كان فـي الشتاء، ورُفعت لهم نار فلـما رآها ظنّ أنها نار، وكانت من نور اللّه قالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إنّـي آنَسْتُ نارا. ١٨١٠٨ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبه الـيـمانـي، قال: لـما قضى موسى الأجل، خرج ومعه غنـم له، ومعه زند له، وعصاه فـي يده يهشّ بها علـى غنـمه نهارا، فإذا أمسى اقتدح بزنده نارا، فبـات علـيها هو وأهله وغنـمه، فإذا أصبح غدا بأهله وبغنـمه، فتوكأ علـى عصاه، فلـما كانت اللـيـلة التـي أراد اللّه بـموسى كرامته، وابتداءه فـيها بنبوّته وكلامه، أخطأ فـيه الطريق حتـى لا يدري أين يتوجه، فأخرج زنده لـيقتدح نارا لأهله لـيبـيتوا علـيها حتـى يصبح، ويعلـم وجه سبـيـله، فأصلد زنده فلا يورى له نارا، فقدح حتـى أعياه، لاحت النار فرآها، ف قَالَ لأهلهِ امْكُثُوا إنّـي آنَسْتُ نارا لَعَلّـي آتِـيكُمْ مِنْها بقَبَسٍ أوْ أجِدُ عَلـى النّارِ هُدًى. وعنى ب قوله: آنَسْتُ نارا وجدت، ومن أمثال العرب: بعد اطلاع إيناس، ويقال أيضا: بعد طلوع إيناس، وهو مأخوذ من الأنس. و قوله: لَعَلّـي آتِـيكُمْ مِنْها بقَبسٍ يقول: لعلـي أجيئكم من النار التـي آنست بشُعْلة. والقَبَس: هو النار فـي طَرَف العود أو القصبة. يقول القائل لصاحبه: أقبسنـي نارا، فـيعطيه إياها فـي طرف عود أو قصبة. وإنـما أراد موسى بقوله لأهله: لَعَلّـي آتِـيكُمْ مِنْها بقَبَسٍ لعلـي آتـيكم بذلك لتصطلوا به، كما: ١٨١٠٩ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبه لَعَلّـي آتِـيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ قال: بقبس تَصْطَلون. و قوله: أوْ أجِدُ عَلـى النّارِ هُدًى دلالة تدلّ علـى الطريق الذي أضللناه، إما من خبر هاد يهدينا إلـيه، وإما من بـيان وعلـم نتبـينه به ونعرفه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٨١١٠ـ حدثنـي علـيّ، قال: حدثنا عبد اللّه ، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عباس ، قوله: أوْ أجِدُ عَلـى النّارِ هُدًى يقول: من يدلّ علـى الطريق. ١٨١١١ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، فـي قول اللّه : أوْ أجِدُ عَلـى النّارِ هُدًى قال: هاديا يهديه الطريق. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد ، مثله. ١٨١١٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد عن قتادة قوله: أوْ أجِدُ عَلـى النّارِ هُدًى: أي هداة يهدونه الطريق. ١٨١١٣ـ حدثنـي أحمد بن الـمقدام، قال: حدثنا الـمعتـمر، قال: سمعت أبـي يحدّث، عن قتادة ، عن صاحب له، عن حديث ابن عباس ، أنه زعم أنها أَيـلة أوْ أجِدُ عَلـى النّارِ هُدًى. وقال أبـيّ: وزعم قتادة أنه هدى الطريق. حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ، فـي قوله أوْ أجِدُ عَلـى النّارِ هُدًى قال: من يهدينـي إلـى الطريق. ١٨١١٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبه أوْ أجِدُ عَلـى النّارِ هُدًى قال: هدى عن علـم الطريق الذي أضللنا بنعت من خبر. ١٨١١٥ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا سفـيان، عن أبـي سعيد، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس لَعَلّـي آتِـيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أوْ أجِدُ عَلـى النّارِ هُدًى قال: كانوا أضلوا عن الطريق، فقال: لعلـي أجد من يدلنـي علـى الطريق، أو آتـيكم بقبس لعلكم تصطلون. |
﴿ ١٠ ﴾