١٠

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }.

اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه، لقد أنزلنا إلـيكم كتابـا فـيه ذكركم، فـيه حديثكم. ذكر من قال ذلك:

١٨٤٨٣ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح عن مـجاهد ، قوله: فِـيهِ ذِكْرُكُمْ قال: حديثكم.

١٨٤٨٤ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد : لَقَدْ أنْزَلْنا إلَـيْكُمْ كَتابـا فـيه ذِكْرُكُمْقال: حديثكم: أفَلا تَعْقِلونَ قال: (قد أفلـح) بَلْ أتَـيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ.

١٨٤٨٥ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا سفـيان: نزل القرآن بـمكارم الأخلاق، ألـم تسمعه يقول: لَقَدْ أنْزَلْنا إلَـيْكُمْ كِتابـا فِـيهِ ذِكْرُكُمْ أفَلا تَعْقِلُونَ؟

وقال آخرون: بل عُنـي بـالذكر فـي هذا الـموضع: الشرفُ، وقالوا: معنى الكلام: لقد أنزلنا إلـيكم كتابـا فـيه شرفكم.

قال أبو جعفر: وهذا القول الثانـي أشبه بـمعنى الكلـمة، وهو نـحو مـما قال سفـيان الذي حكينا عنه، وذلك أنه شرفٌ لـمن اتبعه وعمل بـما فـيه.

﴿ ١٠