١١

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ }.

يقول تعالـى ذكره: وكثـيرا قصمنا من قرية. والقصم: أصله الكسر، يقال منه: قصمت ظهر فلان إذا كسرته، وانْقَصَمَتْ سِنّه: إذا انكسرت. وهو ههنا معنـيّ به (أهلكنا) ، وكذلك تأوّله أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

١٨٤٨٦ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، قوله: وكَمْ قَصَمْنا قال: أهلكنا.

حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد ، قوله: وكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ قال: أهلكناها.

قال ابن جُرَيج: قصمنا من قرية، قال: بـالـيـمن، قصمنا، بـالسيف أُهلكوا.

١٨٤٨٧ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قول اللّه : قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ قال: قصمها أهلكها.

و قوله: مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِـمَةً أجرى الكلام علـى القرية، والـمراد بها أهلها لـمعرفة السامعين بـمعناه. وكأن ظُلْـمَها كُفْرُها بـاللّه وتكذيبُها رسله.

و قوله: وأنْشأْنا بَعْدَهَا قَوْما آخَرِينَ

يقول تعالـى ذكره: وأحدثنا بعد ما أهلكنا هؤلاء الظلـمة من أهل هذه القرية التـي قصمناها بظلـمها قوما آخرين سواهم.

﴿ ١١