١١

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {الّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }.

يقول تعالـى ذكره: الّذِينَ يَرِثُونَ البستان ذا الكَرْم، وهو الفِرْدَوْسُ عند العرب. وكان مـجاهد يقول: هو بـالرومية.

١٩٢٥٧ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد ، فـي قوله: الّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ قال: الفردوس: بستان بـالرومية.

١٩٢٥٨ـ قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد ، قال: عدن حديقة فـي الـجنة قصرها فـيها عدنها خـلقها بـيده، تفتـح كل فجر فـينظر فـيها ثم يقول: قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ، قال: هي الفردوس أيضا تلك الـحديقة، قال مـجاهد : غرسها اللّه بـيده فلـما بلغت قال: قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ ثم أمر بها تغلق، فلا ينظر فـيها خـلق ولا ملك مقرّب، ثم تفتـح كل سحر فـينظر فـيها فـيقول: قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنونَ ثم تغلق إلـى مثلها.

١٩٢٥٩ـ حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ، قال: قتل حارثة بن سُراقة يوم بدر، فقالت أمه: يا رسول اللّه ، إن كان ابنـي من أهل الـجنة لـم أبك علـيه، وإن كان من أهل النار بـالغت فـي البكاء. قال: (يا أُمّ حارِثَةَ، إنّها جَنّتانِ فِـي جَنّةٍ، وَإنّ ابْنَكِ قَدْ أصَابَ الفِرْدَوْسَ الأعْلَـى مِنَ الـجَنّةِ) .

حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ، مثله.

١٩٢٦٠ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي أبو سفـيان، عن معمر، عن قتادة ، عن كعب، قال: خـلق اللّه بـيده جنة الفردوس، غرسها بـيده، ثم قال: تكلـمي قالت: قَدْ أفْلَـحَ الـمُؤْمِنُونَ.

١٩٢٦١ـ قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن حُسام بن مِصَكّ، عن قتادة أيضا، مثله، غير أنه قال: تكلـمي، قالت: طوبـي للـمتّقـين.

١٩٢٦٢ـ قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا مـحمد بن يزيد، عن إسماعيـل بن أبـي خالد، عن أبـي داود نفـيع، قال: لـما خـلقها اللّه ، قال لها: تزينـي فتزينت ثم قال لها: تكلـمي فقالت: طوبـي لـمن رضيت عنه.

و قوله: هُمْ فِـيها خالِدُونَ يعني ماكثون فـيها، يقول: هؤلاء الذين يرثون الفردوس خالدون، يعني ماكثون فـيها أبدا لا يتـحوّلون عنها.

﴿ ١١