٦

و قوله: قُلْ أنْزَلَهُ الّذِي يَعْلَـمُ السّرّ فِـي السّمَوَاتِ والأرْضِ

يقول تعالـى ذكره: قل يا مـحمد لهؤلاء الـمكذّبـين بآيات اللّه من مشركي قومك: ما الأمر كما تقولون من أن هذا القرآن أساطير الأوّلـين وأن مـحمد صلى اللّه عليه وسلم افتراه وأعانه علـيه قوم آخرون، بل هو الـحقّ، أنزله الربّ الذي يعلـم سرّ من فـي السموات ومن فـي الأرض، ولا يخفـى علـيه شيء، ومُـحْصِي ذلك علـى خـلقه، ومُـجازيهم بـما عزمت علـيه قلوبهم وأضمروه فـي نفوسهم. إنّهُ كانَ غَفُورا رَحِيـما يقول: إنه لـم يزل يصفح عن خـلقه ويرحمهم، فـيتفضلُ علـيهم بعفوه، يقول: فلأَن ذلك من عادته فـي خـلقه، يُـمْهلكم أيها القائلون ما قلتـم من الإفك والفـاعلون ما فعلتـم من الكفر.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

١٩٩٢٦ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج: قُلْ أنْزَلَهُ الّذِي يَعْلَـمُ السّرّ فِـي السّمَوَاتِ والأرْضِ قال: ما يسر أهل الأرض وأهل الـمساء.

﴿ ٦