١٢

إذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ يقول: إذا رأت هذه النار التـي أعتدناها لهؤلاء الـمكذّبـين أشخاصَهم من مكان بعيد، تغيظت علـيهم وذلك أن تغلـى وتفور. يقال: فلان تغيظ علـى فلان، وذلك إذ غضب علـيه فَغَلَـى صدره من الغضب علـيه وتبـين فـي كلامه. وزفـيرا، وهو صوتها.

فإن قال قائل: وكيف

قـيـل: سَمِعُوا لَهَا تَغَيّظا والتغيظ: لا يسمع؟

قـيـل: معنى ذلك: سمعوا لها صوت التغيظ، من التلهب والتوقد.

١٩٩٣٦ـ حدثنـي مـحمود بن خداش، قال: حدثنا مـحمد بن يزيد الواسطيّ، قال: حدثنا أصبع بن زيد الورّاق، عن خالد بن كثـير، عن فُدَيك، عن رجل من أصحاب مـحمد صلى اللّه عليه وسلم ، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (مَنْ يَقُولُ عَلـيّ ما لَـمْ أقُلْ فَلْـيَتَبَوّأْ بـينَ عَيْنَـيْ جَهَنّـمَ مَقْعَدا) قالوا: يا رسول اللّه ، وهل لها من عين؟ قال: (أَلـمْ تَسْمَعُوا إلـى قَوْلِ اللّه : إذَا رأتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ؟) ... الاَية.

١٩٩٣٧ـ حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر فـي قوله: سَمِعُوا لَهَا تَغَيّظا وَزَفِـيرا قال: أخبرنـي الـمنصور بن الـمعتـمر، عن مـجاهد ، عن عبـيد بن عمير، قال: إن جهنـم لتزفر زفرة لا يبقـى ملك ولا نبـيّ إلا خرّ ترعد فرائصه حتـى إن إبراهيـم لـيجثو علـى ركبتـيه، فـيقول: يا ربّ لا أسألك الـيوم إلا نفسي.

١٩٩٣٨ـ حدثنا أحمد بن إبراهيـم الدّورقـي، قال: حدثنا عُبـيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيـل، عن أبـي يحيى، عن مـجاهد ، عن ابن عباس ، قال: (إن الرجل لـيُجَرّ إلـى النار، فتنزوي وينقبض بعضها إلـى بعض، فـيقول لها الرحمن ما لك؟ فتقول: إنه لـيستـجير منـي فـيقول: أرسلُوا عبدي وإن الرجل لـيُجَرّ إلـى النار، فـيقول: يا ربّ ما كان هذا الظنّ بك فـيقول: فما كان ظنك؟ فـيقول: أن تسعَنـي رحمتك قال: فـيقول أرسلوا عبدي وإن الرجل لـيجَرّ إلـى النار فتشهق إلـيه النار شُهوق البغلة إلـى الشعير وتَزِفْر زفرة لا يبقـى أحد إلا خاف) .

﴿ ١٢