٤٠قوله: قَالَ الّذِي عِنْدَه عِلْـمٌ مِنَ الكِتابِ يقول جلّ ثناؤه: قال الذي عنده علـم من كتاب اللّه ، وكان رجلاً فـيـما ذكر من بنـي آدم، فقال بعضهم: اسمه بلـيخا. ذكر من قال ذلك: ٢٠٥٣٨ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عثمة، قال: حدثنا شعبة، عن بشر، عن قتادة ، فـي قوله قالَ الّذي عنْدَه عِلْـمٌ مِنَ الكِتابِ قال: كان اسمه بلـيخا. ٢٠٥٣٩ـ حدثنا يحيى بن داود الواسطي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيـل، عن أبـي صالـح، فـي قوله الّذِي عِنْدَهُ عِلْـمٌ مِنَ الكِتابِ رجل من الإنس. ٢٠٥٤٠ـ حدثنا ابن عرفة، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاريّ، عن العلاء بن عبد الكريـم، عن مـجاهد ، فـي قول اللّه : قالَ الّذِي عِنْدَه عِلْـمٌ مِنَ الكِتابِ أنا آتِـيكَ بِهِ قال: أنا أنظر فـي كتاب ربـي، ثم آتـيك به قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ قال: فتكلـم ذلك العالـم بكلام دخـل العرش تـحت الأرض حتـى خرج إلـيهم. ٢٠٥٤١ـ حدثنا ابن عرفة، قال: ثنـي حماد بن مـحمد، عن عثمان بن مطر، عن الزهريّ، قال: دعا الذي عنده علـم من الكتاب: يا إلهنا وإله كلّ شيء إلها واحدا، لا إله إلا أنت، ائتنـي بعرشها، قال: فمثل بـين يديه. ٢٠٥٤٢ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا أبو سفـيان، عن معمر، عن قتادة قالَ الّذِي عِنْدَهُ عِلْـمٌ مِنَ الكِتابِ قال: رجل من بنـي آدم أحسبه قال: من بنـي إسرائيـل، كان يعلـم اسم اللّه الذي إذا دعي به أجاب. ٢٠٥٤٣ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، قوله الّذِي عِنْدَهُ عِلْـمٌ مِنَ الكِتابِ قال: الاسم الذي إذا دعي به أجاب، وهو: يا ذا الـجلال والإكرام. ٢٠٥٤٤ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول: قال سلـيـمان لـمن حوله: أيّكُمْ يَأْتِـينِـي بِعَرْشِها قَبْلِ أنْ يَأْتُونِـي مُسْلِـمِينَ فقال عفريت أنا آتِـيكَ بِهِ قَبْلَ أن تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ قال سلـيـمان: أريد أعجل من ذلك، فقال رجل من الإنس عنده علـم من الكتاب، يعني اسم اللّه إذا دعي به أجاب. ٢٠٥٤٥ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الـجِنّ أنا آتِـيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ، وإنّـي عَلَـيْهِ لَقَوِيّ أمِينٌ لا آتـيك بغيره، أقول غيره أمثله لك. قال: وخرج يومئذٍ رجل عابد فـي جزيرة من البحر، فلـما سمع العفريت قالَ أنا آتِـيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ قال: ثم دعا بـاسم من أسماء اللّه ، فإذا هو يحمل بـين عينـيه، وقرأ: فَلَـمّا رآهُ مُسْتَقرّا عنْدَهُ قالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبّـي... حتـى بلغ إنّ رَبّـي غَنِـيّ كَرِيـمٌ. ٢٠٥٤٦ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: قال رجل من الإنس. قال: وقال مـجاهد : الذي عنده علـم من الكتاب: علـم اسم اللّه . وقال آخرون: الذي عنده علـم من الكتاب، كان آصف. ذكر من قال ذلك: ٢٠٥٤٧ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق قَالَ عِفْرِيتٌ لسلـيـمان أنا آتِـيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ، وإنّـي عَلَـيْهِ لَقَوِيّ أمِينٌ فزعموا أن سلـيـمان بن داود قال: أبتغي أعجل من هذا، فقال آصف بن برخيا، وكان صدّيقا يعلـم الاسم الأعظم الذي إذا دعي اللّه به أجاب، وإذا سئل به أعطى: أنا يا نبـيّ اللّه آتِـيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ. و قوله: أنا آتِـيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك، فقال بعضهم: معناه: أنا آتـيك به قبل أن يصل إلـيك من كان منك علـى مدّ البصر. ذكر من قال ذلك: ٢٠٥٤٨ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي إبراهيـم، قال: حدثنا إسماعيـل بن أبـي خالد، عن سعيد بن جُبَـير قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ قال: من قبل أن يرجع إلـيك أقصى من ترى، فذلك قوله قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ. ٢٠٥٤٩ـ قال: ثنا الـحسين، قال: حدثنا أبو سفـيان، عن معمر، قال: قال غير قتادة قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ قبل أن يأتـيك الشخص من مدّ البصر. وقال آخرون: بل معنى ذلك: من قبل أن يبلغ طرفك مداه وغايته. ذكر من قال ذلك: ٢٠٥٥٠ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلـم عن وهب بن منبه قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ تـمدّ عينـيك فلا ينتهي طرفك إلـى مداه حتـى أمثله بـين يديك. قال: ذلك أريد. ٢٠٥٥١ـ حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا عثام، عن إسماعيـل، عن سعيد بن جُبَـير، قال: أخبرت أنه قال: ارفع طرفك من حيث يجيء، فلـم يرجع إلـيه طرفه حتـى وضع العرش بـين يديه. ٢٠٥٥٢ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفـيان، عن عطاء، عن مـجاهد ، فـي قوله قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ قال: مدّ بصره. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ قال: إذا مدّ البصر حتـى يردّ الطرف خاسئا. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ قال: إذا مدّ البصر حتـى يحسر الطرف. قال أبو جعفر: وأولـى القولـين فـي ذلك بـالصواب قول من قال: قبل أن يرجع إلـيك طرفك من أقصى أثره، وذلك أن معنى قوله يَرَتَدّ إلَـيْكَ يرجع إلـيك البصر، إذا فتـحت العين غير راجع، بل إنـما يـمتدّ ماضيا إلـى أن يتناهى ما امتدّ نوره. فإذا كان ذلك كذلك، وكان اللّه إنـما أخبرنا عن قائل ذلك أنا آتِـيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ يَرْتَدّ لـم يكن لنا أن نقول: أنا آتـيك به قبل أن يرتدّ راجعا إلَـيْكَ طَرْفُكَ من عند منتهاه. و قوله: فَلَـمّا رآه مُسْتَقِرّا عِنْدَهُ يقول: فلـما رأى سلـيـمان عرش ملكة سبأ مستقرّا عنده. وفـي الكلام متروك استغنـي بدلالة ما ظهر عما ترك، وهو: فدعا اللّه ، فأتـى به فلـما رآه سلـيـمان مستقرّا عنده. وذُكر أن العالـم دعا اللّه ، فغار العرش فـي الـمكان الذي كان به، ثم نبع من تـحت الأرض بـين يدي سلـيـمان. ذكر من قال ذلك: ٢٠٥٥٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـيـمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلـم، عن وهب بن منبه، قال: ذكروا أن آصِف بن برخيا توضأ، ثم ركع ركعتـين، ثم قال: يا نبـيّ اللّه ، امدد عينك حتـى ينتهي طرفك، فمدّ سلـيـمان عينه ينظر إلـيه نـحو الـيـمن، ودعا آصف فـانـخرق بـالعرش مكانه الذي هو فـيه، ثم نبع بـين يدي سلـيـمان فَلَـمّا رَآهُ سلـيـمان مُسْتَقِرّا عِنْدَهَ قالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبّـي لِـيَبْلُوَنِـي... الاَية. ٢٠٥٥٤ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن سعيد بن جُبَـير، عن ابن عباس ، قال: نبع عرشها من تـحت الأرض. و قوله: قالَ هَذَا مِنْ فَضِلِ رَبّـي لِـيَبْلُوَنِـي يقول: هذا البصر والتـمكن والـملك والسلطان الذي أنا فـيه حتـى حمل إلـيّ عرش هذه فـي قدر ارتداد الطرف من مأرب إلـى الشام، من فضل ربـي الذي أفْضَلَه علـيّ وعطائه الذي جاد به علـيّ، لـيبلونـي، يقول: لـيختبرنـي ويـمتـحننـي، أأشكر ذلك من فعله علـيّ، أم أكفر نعمته علـيّ بترك الشكر له؟ وقد قـيـل: إن معناه: أأشكر علـى عرش هذه الـمرأة إذ أُتـيت به، أم أكفر إذ رأيت من هو دونـي فـي الدنـيا أعلـم منـي؟ ذكر من قال ذلك: ٢٠٥٥٥ـ حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: أخبرنـي عطاء الـخراسانـي، عن ابن عباس ، فـي قوله: فَلَـمّا رآهُ مُسْتَقِرّا عِنْدَهُ قالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبّـي لِـيَبْلُوَنِـي أأشْكُرُ علـى السرير إذ أُتـيت به أمْ أكْفُرُ إذ رأيت من هو دونـي فـي الدنـيا أعلـم منـي؟. و قوله: وَمَنْ شَكَرَ فإنّـمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ يقول: ومن شكر نعمة اللّه علـيه، وفضله علـيه، فإنـما يشكر طلب نفع نفسه، لأنه لـيس بنفع بذلك غير نفسه، لأنه لا حاجة للّه إلـى أحد من خـلقه، وإنـما دعاهم إلـى شكره تعريضا منه لهم للنفع، لا لاجتلاب منه بشكرهم إياه نفعا إلـى نفسه، ولا دفع ضرّ عنها. وَمَنْ كَفَرَ فإنّ رَبّـي غَنِـيّ كَرِيـمٌ يقول: ومن كفر نعمه وإحسانه إلـيه، وفضله علـيه، لنفسه ظلـم، وحظّها بخَس، واللّه غنّـي عن شكره، لا حاجة به إلـيه، لا يضرّه كفر من كفر به من خـلقه، كريـمٌ، ومِن كرمه إفضاله علـى من يكفر نعمه، ويجعلها وصلة يتوصل بها إلـى معاصيه. |
﴿ ٤٠ ﴾