٤١القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ نَكّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِيَ أَمْ تَكُونُ مِنَ الّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ }. يقول تعالـى ذكره: قال سلـيـمان لـما أتـى عرش بلقـيس صاحبة سبأ، وقدمت هي علـيه، لـجنده: غيّروا لهذه الـمرأة سريرها. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٢٠٥٥٦ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا أبو سفـيان، عن معمر، عن قتادة ، قوله نَكّرُوا لَهَا عَرْشَها قال: غيروا. ٢٠٥٥٧ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عباس : فلـما أتته قالَ نَكّرُوا لَهَا عَرْشَها قال: وتنكير العرش، أنه زيد فـيه ونقص. ٢٠٥٥٨ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، قوله نَكّرُوا لَهَا عَرْشَها قال: غيّروه. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاح، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد ، نـحوه. ٢٠٥٥٩ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله نَكرُوا لهَا عَرْشَها قال: مـجلسها الذي تـجلس فـيه. ٢٠٥٦٠ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول، أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول، فـي قوله نَكّرُوا لَهَا عَرْشَها أمرهم أن يزيدوا فـيه، وينقصوا منه. و قوله: نَنْظُرْ أتَهْتَدِي يقول: ننظر أتعقل فتثبت عرشها أنه هو الذي لها أمْ تَكُونُ مِنَ الّذِينَ لا يَهْتَدُونَ يقول: من الذين لا يعقلون فلا تثبت عرشها. و قـيـل: إن سلـيـمان إنـما نكّر لها عرشها، وأمر بـالصرح يعمل لها، من أجل أن الشياطين كانوا أخبروه أنه لا عقل لها، وأن رجلها كحافر حمار، فأراد أن يعرف صحة ما قـيـل له من ذلك. وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل قوله أتَهْتَدِي أمْ تَكُونُ مِنَ الّذِين لا يَهْتَدُونَ قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٢٠٥٦١ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عباس ننْظُرْ أتَهْتَدِي أمْ تَكُونُ مِنَ الّذِينَ لا يَهْتَدُونَ قال: زيد فـي عرشها ونقص منه، لـينظر إلـى عقلها، فوُجدت ثابتة العقل. ٢٠٥٦٢ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد نَنْظُرْ أتَهْتَدِي أتعرفه. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: ثنـي ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد ، قوله نَنْظُرْ أتَهْتَدِي قال: تعرفه. ٢٠٥٦٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلـم، عن وهب بن منبه: أتَهْتَدِي أمْ تَكُونَ مِنَ الّذِينَ لا يَهْتَدُونَ: أي أتعقل، أم تكون من الذين لا يعقلون؟ ففعل ذلك لـينظر أتعرفه، أم لا تعرفه؟ |
﴿ ٤١ ﴾