٤٩و قوله: قالُوا تَقاسَمُوا بـاللّه لَنُبَـيّتَنّهُ وأهْلَهُ يقول تعالـى ذكره: قال هؤلاء التسعة الرهط الذين يُفسدون فـي أرض حجر ثمود، ولا يصلـحون، تقاسموا بـاللّه : تـحالفوا بـاللّه أيها القوم، لـيحلف بعضكم لبعض: لنبـيتنّ صالـحا وأهله، فلنقتلنه، ثم لنقولنّ لولـيه: ما شهدنا مهلك أهله. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٢٠٥٨٥ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد تَقاسَمُوا بـاللّه قال: تـحالفوا علـى إهلاكه، فلـم يصلوا إلـيه حتـى هلكوا وقومهم أجمعون. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد ، بنـحوه: ويتوجه قوله تَقاسَمُوا بـاللّه إلـى وجهين: أحدهما النصب علـى وجه الـخبر، كأنه قـيـل: قالوا متقاسمين. وقد ذُكر أن ذلك فـي قراءة عبد اللّه : (وَلا يُصْلِـحُونَ تَقاسَمُوا بـاللّه ) ولـيس فـيها (قالوا) ، فذلك من قراءته يدلّ علـى وجه النصب فـي (تقاسموا) علـى ما وصفت. والوجه الاَخر: الـجزم، كأنهم قال بعضهم لبعض: اقسموا بـاللّه ، فعلـى هذا الوجه الثانـي تصلـح قراءة لَنُبَـيّتَنّهُ بـالـياء والنون، لأن القائل لهم تقاسموا، وإن كان هو الاَمر فهو فـيـمن أقسم، كما يقال فـي الكلام: انهضوا بنا نـمض إلـى فلان، وانهضوا نـمضي إلـيه. وعلـى الوجه الأوّل الذي هو وجه النصب القراءة فـيه بـالنون أفصح، لأن معناه: قالوا متقاسمين لنُبـيّتنّهُ، وقد تـجوز الـياء علـى هذا الوجه كما يقال فـي الكلام: قالوا لنكرمنّ أبـاك، ولـيكرمنّ أبـاك، وبـالنون قرأ ذلك قرّاء الـمدينة، وعامة قرّاء البصرة وبعض الكوفـيـين. وأما الأغلب علـى قرّاء أهل الكوفة، فقراءته بـالـياء، وضمّ التاء جميعا. وأما بعض الـمكيـين، فقرأه بـالـياء. وأعجب القراءات فـي ذلك إلـيّ النون، لأن ذلك أفصح الكلام علـى الوجهين اللذين بـيّنت من النصب والـجزم، وإن كان كل ذلك صحيحا غير فـاسد لـما وصفت. وأكرهها إلـيّ القراءة بها الـياء، لقلة قارىء ذلك كذلك. و قوله: لَنُبَـيّتَنّهُ قال: لـيُبَـيّتُنّ صالـحا ثم يفتكوا به. ٢٠٥٨٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: (قال) التسعة الذين عقروا الناقة: هلـمّ فلنقتل صالـحا، فإن كان صادقا، يعني فـيـما وعدهم من العذاب بعد الثلاث، عجلناه قبله، وإن كان كاذبـا نكون قد ألـحقناه بناقته. فأتوه لـيلاً لـيبـيتوه فـي أهله، فدمغتهم الـملائكة بـالـحجارة فلـما أبطئوا علـى أصحابهم أتوا منزل صالـح، فوجدوهم مشدوخين قد رضخوا بـالـحجارة. و قوله: وَإنّا لَصَادقُونَ نقول لولـيه: وإنا لصادقون، أنا ما شهدنا مُهلِكَ أهله.  | 
	
﴿ ٤٩ ﴾