٥٠القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }. يقول تعالـى ذكره: وغدر هؤلاء التسعة الرهط الذين يفسدون فـي الأرض بصالـح بـمصيرهم إلـيه لـيلاً لـيقتلوه وأهله، وصالـح لا يشعر بذلك وَمَكَرْنا مَكْرا يقول: فأخذناهم بعقوبتنا إياهم، وتعجيـلنا العذاب لهم وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ بـمكرنا. وقد بـيّنا فـيـما مضى معنى: مكر اللّه بـمن مكر به، وما وجه ذلك، وأنه أخذه من أخذه منهم علـى غرّة، أو استدراجه منهم من استدرج علـى كفره به، ومعصيته إياه، ثم إحلاله العقوبة به علـى غرّة وغفلة. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٢٠٥٨٧ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفـيان، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن رجل، عن علـيّ، قال: الـمكر غدر، والغدر كفر. ٢٠٥٨٨ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله وَمَكَرُوا مَكْرا وَمَكَرْنا مَكْرا قال: احتالوا لأمرهم، واحتال اللّه لهم، مكروا بصالـح مكرا، ومكرنا، ومكرنا بهم مكرا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ بـمكرنا وشعرنا بـمكرهم، قالوا: زعم صالـح أنه يفرغ منا إلـى ثلاث فنـحن نفرغ منه وأهله قبل ذلك، وكان له مسجد فـي الـحجر فـي شعب يصلـي فـيه، فخرجوا إلـى كهف وقالوا: إذا جاء يصلـي قتلناه، ثم رجعنا إذا فرغنا منه إلـى أهله، ففرغنا منهم، وقرأ قول اللّه تبـارك وتعالـى: قالُوا تَقاسَمُوا بـاللّه لَنُبَـيّتَنّه وأهْلَهُ، ثُمّ لَنَقُولَنّ لِوَلِـيّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أهْلِهِ، وإنّا لَصَادِقُونَ فبعث اللّه صخرة من الهَضْب حِيالَهم، فخشُوا أن تشدَخَهم، فبـادروا الغار، فَطَبقت الصخرة علـيهم فم ذلك الغار، فلا يدري قومُهم أين هم؟ ولا يدرون ما فعل بقومهم؟ فعذّب اللّه تبـارك وتعالـى هؤلاء ها هنا، وهؤلاء هنا، وأنـجى اللّه صالـحا ومن معه. ٢٠٥٨٩ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا أبو سفـيان، عن معمر، عن قتادة وَمَكَرُوا مَكْرا وَمَكَرْنا مَكْرا قال: فسلط اللّه علـيهم صخرة فقتلتهم. |
﴿ ٥٠ ﴾